يبدو أن الإضطرابات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرة أيام للمطالبة باجراء إصلاحات سياسية ألقت بظلالها علي العاملين في المجال الرياضي، من محللين ومدربين ولاعبين وحتي النقاد. وانقسم هؤلاء بين مؤيد ومعارض لهذه الاحتجاجات التي يشهدها ميدان التحرير. كل واحد عبر عن وجهة نظره في ما ستؤول اليه الأمور، انطلاقا مما يرونه حرصا علي الأمن القومي المصري، بينما تعامل معه آخرون بمنطق الحسابات والمصالح التي لابد وأنها سوف تتغير في حال تغيير النظام. كان الكابتن حسام حسن المدير الفنى لنادى الزمالك وشقيقه إبراهيم حسن من أوائل الذين نزلو الي ميدان مصطفي محمود بالمهندسين حاملين لافتات تأييدية للرئيس حسنى مبارك ورددوا عبارات "مش هيمشى مش هيمشى".في اشارة الي بقاء الرئيس مبارك الذي يطالب محتجون برحيله الآن. ونادي التوءم جميع فئات الشعب المصرى بضرورة التوجه فوراً للعمل الخاص بهم، حتى تعود الأمور إلى حالتها الطبيعية، وتدور عجلة "الإصلاح" التى فجرها شباب 25 يناير. وشن حسام حسن هجوماً شديداً على الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية السابق الذى اعتبره سبب العديد من المشاكل والأزمات التى ظهرت خلال الفترة الماضية، مؤكداً أنه كان يتمنى على المستوى الشخصى رحيل غالى من الوزارة الجديدة. وهو ما تحقق بالفعل فى الحكومة الجديدة التى شكلها قبل أيام الفريق أحمد شفيق. طالب المدير الفنى للزمالك بضرورة إعطاء فرصة أخرى للحكومة الجديدة من أجل معالجة الأخطاء والأوضاع غير المرضية للشعب المصرى، مشيراً إلى أن ميدان التحرير موجود وفى حال عدم تحقيق مطالب الشباب يمكن العودة إليه مرة أخرى بسهولة. أما الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب القومى فقد أعلن تأييده لبقاء حسني مبارك في منصبه كرئيس للجمهورية إلى حين انتهاء مدة ولايته الحالية، مشيراً إلى أنه خرج في مظاهرات تأييد مبارك من أجل صالح مصر وأمنها واستقرارها. وقال شحاتة إن الملايين في مصر ترغب في بقاء الرئيس مبارك لسنوات قادمة، لاسيما أنه استطاع أن يبتعد بالبلاد عن أي حروب وتوترات. وأشار إلي حق الرئيس مبارك في استكمال مدة ولايته وبعدها يستطيع الشعب أن يقول كلمته ويختار من يشاء، وناشد ما أسماه بالعقلاء من شعب مصر أن يدركوا خطورة رحيل مبارك في هذه الأوقات، مستغرباً استمرار التظاهرات رغم إعلانه عن عدم عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأبدي المعلم استياءه الشديد من الأحداث الجارية من إنفلات أمني وعمليات سلب ونهب وعدم استقرار وخسائر اقتصادية في الأيام الأخيرة، مؤكدا أن هذه الأحداث تدعو الجميع للتعقل وفض هذه التظاهرات والانتظار للتعرف على ما ستسفر عنه الأيام المقبلة. تصريحات المعلم لم تجد قبولا لدي عدد من النقاد الرياضيين الذين شنو هجوما لاذعا عليه واتهموه بأنه يحاول حماية مصالحه المرتبطة علي "حد قولهم "بالنظام الحالي. في السياق نفسه أبدي مجدي عبدالغني لاعب النادي الأهلي السابق وعضو اتحاد الكرة استغرابه بما آلت إليه الأمور مذكرا بثورة 1919، واستنكر ما وصلت إليه الأوضاع من عمليات سلب ونهب شديدين. أعرب عبد الغنى وهو اللاعب الذي أحرز هدف مصر الوحيد في نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990 عن تخوفه من ارتفاع الأسعار بصورة مطردة، بعد أن ينفد المخزون من السلع الأساسية في مصر، خاصة بعد أن هاجم الغوغاء مصانع السكر في نجع حمادي، والأفران والمحال التجارية. وعلي طريقة "كل يغني علي ليلاه" أبدي الكابتن مدحت شلبي مقدم البرامج والمعلق الرياضي الشهير تخوفه من أن تكون الفضائيات الرياضية أول الخاسرين حال توقف الأنشطة الكروية في مصر، لاسيما بطولة الدوري التي تعمل عليها الاستوديوهات التحليلية في الفضائيات.وهو مايعني حدوث بعض الآثار الإقتصادية بصورة مباشرة تطال العاملين بهذا المجال. وكشف شلبي عن تفاؤله بقرب انتهاء التظاهرات في مصر وعودة الأمور إلى طبيعتها ومن ثم استئناف مسابقة الدوري وكأس مصر. من جانبه، قال عدلي القيعي مدير التسويق بنادي الأهلي إن إلغاء الموسم الكروي الحالي في مصر سيعني خسارة كبيرة للأندية بكافة ألوانها، منها عقود الرعاية الإعلانية الموقعة بين الأندية والشركات الراعية والتي بطبيعة الحال سوف يتم فسخها. وأضاف القيعي أن الأندية سوف تخسر أيضاً العائد المالي لبيع تذاكر المباريات، فضلاً عن خسارة عائد إذاعة المباريات على شاشة الفضائيات . وكان اتحاد الكرة قد قرر تعليق النشاط الكروي في مصر لأجل غير مسمي في ظل استمرار توتر الأوضاع السياسية التي تشهدها مصر. المستشار مرتضى منصور تبني نظرية المؤامرة وأكد أن هناك مخططا يتم الآن داخل ميدان التحرير، من خلال عناصر مندسة تحمل جنسيات غير مصرية واصفا ما يحدث في ميدان التحرير بقوله أن مصر تُباع''.مشيرا الي أن قنابل المولوتوف كانت تُلقى من أعلى البنايات وقال:''هناك رصاص حي يتم إطلاقه علينا من أعلى بناية فندق هيلتون رمسيس.. وقال أن هناك أياد خفية''. انتقد مرتضى موقف قوى الائتلاف الوطني من رغبتهم فى الاستمرار بالتظاهرات حتى رحيل الرئيس مبارك وقال:''عندما تشتعل البلاد فستشتعل في قوى المعارضة والإخوان'' وخاطبهم بقوله:''ارحموا مصر.. الرئيس من السهل عليه ترك البلاد ولكنه كرجل محارب يأبى ذلك.. اتقوا ربنا يا معارضة.. مصر بتتباع''. ورغم الوضع المتوتر والاضطرابات المستمرة وتوقف الحياة الرياضية في مصر رفض المدير الفني لفريق النادي الأهلي، البرتغالي مانويل جوزيه، الرحيل من مصر، بعد الأحداث التي تشهدها البلاد منذ 10 أيام، وإندلاع المظاهرات في عدة مدن مصرية، وأبلغ مسئولي النادي بقراره بالبقاء. وكان فريق الأهلي ، قد غاب عن التدريبات اليومية ، بسبب المظاهرات التي تشهدها مصر حاليا، وبعد قرار إتحاد كرة القدم تجميد جميع أنشطته لأجل غير مسمى. وقال مدير الكرة بالنادي الأهلي، سيد عبد الحفيظ ، إن الإدارة عرضت على مانويل جوزيه إمكانية عودته لبلاده لحين إستقرار الأوضاع السياسية في الشارع المصري، إلا أنه رفض الرحيل، وتمسك بوجوده مع زوجته في مصر. وأشار مدير الكرة بالنادي الأهلي، إلى أن المدرب البرتغالي أبدى تعاطفا شديدا وواضحا تجاه مصر، التي يعتبرها بلده الثاني، على حد وصف المدرب جوزيه. وأضاف عبد الحفيظ، أن الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، جمد التدريبات لحين الإعلان عن موعد عودة النشاط الكروي في مصر، بعد إستقرار الأوضاع السياسية.