أقر جيمس كومي الذي رشحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرئاسة مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بأن استخدام أسلوب الإغراق بالمحاكاة في عمليات الاستجواب هو تعذيب وغير قانوني. وصرح كومي النائب السابق لوزير العدل خلال جلسة عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء للموافقة على توليه المنصب بأنه عبر عن موقفه هذا حين كان يعمل في إدارة الرئيس السابق جورج بوش لكنه خسر المعركة عندما حاول منع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) من استخدام أساليب الاستجواب المشددة مثل الاغراق بالمحاكاة والحرمان من النوم مع المقاتلين الاعداء. وقال كومي "حين علمت لأول مرة بأمر الاغراق بالمحاكاة بعد ان أصبحت نائبا لوزير العدل كان رد فعلي كمواطن وكمسؤول ان هذا تعذيب. ومازلت أعتقد ذلك." وامتدح كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الحالي روبرت مولر لحرصه على عدم تورط جهازه "في هذا الامر". واستطرد "لو كنت مديرا للاف.بي.آي ما كان سيكون للجهاز اي علاقة بهذا قط." وحثت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان وبعض ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي السابقين اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ على ان تسأل كومي لماذا وافق عام 2005 على الرأي الذي خرج من مكتب المشورة القانونية التابع لوزارة العدل الذي برر استخدام بعض أساليب الاستجواب المشددة ومنها الاغراق بالمحاكاة في بعض الأحوال. وقال كومي انه على الرغم من ان مذكرة واحدة على الأقل صدرت من مكتب المشورة القانونية لتشرح كيف يمكن ان يكون استخدام اساليب الاستجواب هذه مبررا قانونيا واصل هو من جانبه اثارة القضية وما اذا كان على الولاياتالمتحدة ان تستخدمها على الاطلاق. وذكر كومي انه في ذلك الحين نقل وزير العدل في ذلك الوقت البيرتو جونزاليس مخاوف نائبه الى البيت الابيض لكن فريق بوش للامن القومي رفض طريقة تفكيره وأعلن تأييده لاستخدام اساليب الاستجواب المشددة للمحتجزين لانه يمكن تبريرها قانونيا ولانها تأتي بنتائج. وحين سأل باتريك ليهي رئيس اللجنة القضائية كومي عما إذا كان يتفق مع الرأي القائل بأن الإغراق بالمحاكاة هو تعذيب وغير قانوني رد بالايجاب. وفي حالة موافقة مجلس الشيوخ على تعيين كومي وهو جمهوري مديرا لمكتب التحقيقات الاتحادي سيحل محل مولر الذي تولى رئاسة الاف.بي.اي قبل وقت قليل من هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وظل يشغل المنصب 12 عامًا.