ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاشتباكات التي تشهدها مصر لا تزال مستمرة وسط تعثر الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وتصاعد المخاوف بشأن اندلاع أعمال عنف جديدة. ولفتت الصحيفة، في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، إلى أن ميدان التحرير ومحافظات مصر شهدت تدفق مئات الآلاف من المصريين بوقت مبكر من مساء أمس الأحد لدعم "الاستقلال الوطني"، ودعم عزل الرئيس السابق محمد مرسي، والتأكيد على مكتسبات الثورة. وأضافت: "في الوقت ذاته، شهدت عدة محافظات مصرية، من بينها الإسكندرية، تصاعد في حدة التوترات بين المؤيدين لشرعية مرسي والمعارضيين له. كما وقعت اشتباكات أمام دار الحرس الجمهوري، أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصًا، وتقول جماعة الإخوان المسلمين "إن أعضاءها تعرضوا لإطلاق نار أثناء اعتصامهم"، لكن الجيش يقول إن "مجموعة إرهابية" حاولت اقتحام دار الحرس الجمهوري". وتابعت الصحيفة قولها: "وفي ظل هذه الاشتباكات يبدو أن الجهود لتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة شئون البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة تصل إلى طريق مسدود، نظرا لاعتراض حزب النور السلفي على تكليف الدكتور محمد البرادعي زعيم المعارضة ورئيس حزب الدستور، بتشكيل الحكومة في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور". فضلا عن ذلك، فقد أعلن حزب النور السلفي، والذي دعم علانية عزل مرسي، انسحابه الكامل من المشاركة السياسية و"خارطة الطريق"، التي أعلنها وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي لتشكيل حكومة انتقالية جديدة، وذلك احتجاجًا على ما وصفه "بمجزرة الحرس الجمهوري"، حسبما أشارت الصحيفة. ونقلت الصحيفة البريطانية عن المتحدث باسم الحزب نادر بكار في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في تعليق له على تلك الأحداث: "لن نسكت على مجزرة الحرس الجمهوري، كنا نريد حقن الدماء ولكنها الآن تراق أنهارًا"، متابعًا حديثه "أعلنا انسحابنا من كل المسارات التفاوضية مع السلطة الجديدة كرد فعل أولي".