قالت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية: إن الرئيس محمد مرسي الذي ورث انهيار الأمن الاجتماعي في مصر لم يستطع بناء الإجماع الذي يحتاج إليه للتعامل مع هذا الوضع. وبدلاً من ذلك أبدى هو وجماعة الإخوان المسلمين ميلاً لاحتكار السلطة والسيطرة على مؤسساتها، كما هى الحال مع السلطة القضائية. وتقول الصحيفة: إن خطاب مرسي، الذي ألقاه الأربعاء لنحو ثلاث ساعات، جعله يبدو بمظهر المصاب بالبارانويا (جنون الاضطهاد) والمتعطش للسلطة بينما مصر بحاجة إلى رجل دولة كفء. وخلصت الى أن تحقيق الإجماع هو الطريق الوحيد أمام مرسي لكي يستمر، فمصر بحاجة إلى حكومة شاملة تضم جميع الأطراف، أي حكومة وحدة وطنية تبنى على برنامج طوارئ لاستعادة الأمن وإعادة تسيير الاقتصاد وإعادة النظر في الدستور والتحضير لانتخاب برلمان جديد. من جانبها، تساءلت "الأوبزرفر" في عنوان افتتاحيتها "هل يمكن لروح الربيع العربي أن تبقى في مصر؟" مشيرة الى أن مصر ذات الحضارة العريقة والتي تضم اليوم نحو 85 مليون نسمة كانت تلعب دائما دورًا قياديًا في العالم العربي. وأضاف: "عندما نهض المصريون لإسقاط " 30 عامًا من ديكتاتورية حسني مبارك"، فإنهم صنعوا مفهوما غائم الملامح هو الربيع العربي، وكان واقعا ملهما للمضطهدين في كل مكان (وليس العرب فقط). وشددت على أنه إذا قدر لمصر أن تنحدر الآن إلى الفوضى، فإن تأثيرات ذلك ستنعكس على مجمل المنطقة، وسيكون أمرًا مفزعا لأولئك الذين يشاركون المصريين الأمل في التحرر. وتخلص الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن "مصر لا تحتمل القتال، وإن العالم العربي بمجمله ينتظر خياراتها، فالربيع العربي، هذا النمو الهش، ينتظر فرز نموذجه، وتعويذة الثورة (خبز، حرية، عدالة اجتماعية) ينبغي تبجيلها، ولكن الخبز يأتي أولاً".