الدكتور خالد فهمي، رجل تولى منصبه كرئيس لدار الكتب والوثائق القومية قبل أسبوع واحد، لكن اسمه كان يتردد في الأوساط الثقافية قبل عدة شهور كمرشح دائم لمقعد وزير الثقافة، فهو ينتمي لفكر الأخوان المسلمين، ومن ثم جاء قرار تعيينه ليثير لغطًا كبيرًا. فهو من ناحية يؤكد مخاوف المثقفين بشأن هدف القرارات الادارية التي يتخذها الوزير علاء عبد العزيز وألغى بها انتداب عدة قيادات بالوزارة والتي يرى مثقفون أنها خطوات باتجاه (أخونة الوزارة ) لذلك يواصلون التصعيد والاعتصام بأمل ابعاده عن المنصب ، ومن ناحية أخرى يشير قرار تعيين خالد فهمي الأستاذ باداب المنوفيه رئيسا لدار الكتب إلى أن سيناريو تصعيده لمقعد الوزير قابل للتحقق حيث يرى البعض أن علاء عبد العزيز يؤدي مهمة أقرب لمهام مهندسي الهدم، فيما سيتولى خالد فهمي مستقبلا مهمة البناء بالصيغة التي تلائم النظام السياسي الذي يمثله الرئيس محمد مرسي. واللافت أنه بعد أسبوع فقط من تعيينه اتخذ فهمي قرارات سريعة بانهاء ندب عدد من كبار موظفي دار الكتب، وهي إجراءات لا تزال تمثل لغزًا كبيرًا وتحتاج إلى توضيح أو تفسير، خاصة في ظل ما يتردد عن أن هناك محاولات من قبل الاخوان للبحث عن وثاىق ومخطوطات تمس تاريخ جماعتهم أو مصادر تمويلها منذ تأسيسها في العام 1928، وغير ذلك من الامور التي يتم يتداولها، والتي تجعل من الحوار مع مالد فهمي ضرورة. وهذا الحوار رتبته الصدفة فقد ذهبنا للتحقق من خبر احتجاز وزير الثقافة أمس في دار الكتب وخلال عملية التحقق التقينا بالدكتور خالد فهمي الذي رحب باللقاء من دون موعد مسبق ،لكنه اشترط الا يتجاوز عشر دقائق نظرا لارتباطه بعدة اجتماعات مع قيادات الدار لإعادة ترتيبها. وهنا نص الحوار: ** أثارت حملة الإقالات التي قمت بها مؤخراً المخاوف والإنتقادات ضدك خاصة وأن أسباب إنهاء النتداب لم تعلن، فما هي أسباب تلك الحملة وكيف ترد علي الهجوم الذي تواجهه؟ - أنا جئت باستحقاق ثوري ولم يكن ممكناً أن آتي إلا تحت نظام رفع سقف الحريات، وهذا ما أكدته للعاملين بالدار في بداية تولي المنصب، وقلت لهم إنني أقدر كل العاملين في هذا المكان المليء بالكنوز من المادة والبشر، وحين لاحظت أن بعض العاملات بالدار مسيحيات قمت بطمأنتهن وأخبرتهن أن المسيحيين الأوائل حافظوا علي حياة الصحابة، كما أن المسيحيين مدينون للمسلمين حين حماهم عمرو بن العاص عند فتح مصر. أنا لست بجهة تحقيق وليس من صلاحياتي أن أقول إن هذا فاسد أو لا، ناقشت مشكلات العاملين والمشكلات الإدارية وقال لي العاملون إن أبناء الدار حقوقهم مهضومة وهناك مجموعة من الإدارات التي يمكن تسكين أبناء الدار فيها، فقمت بإنهاء الانتدابات علي هذا الأساس. أصدرت قراراً بإعفاء د. نيفين محمد رئيس الإدارة المركزية للبحوث الوثائقي وتولي عزة علي حسن محلها لاعتبارين وهما الفارق المهني والعلمي حيث أن د. نيفين مدرس تاريخ ومعاصر ولكن د. عزة متخصصة بالوثائق، وعلاقتها بالعاملين علاقة طيبة. في إدرارة أخري وجددت د. صبحي عاشوي مدرس بقسم الحضارة بآداب حلون، أصدرت له قرارا بتسيير الأعمال لتولي المراكز العلمية، لأن د. محمد صبري الدالي كان عليه بعض الملاحظات، حيث أخبرني الموظفون العاملون معه محتقنين للغاية من حدته معهم وأنه كان يقول لمن معه أن "معهم دكتوراة من بير السلم"، كما أنه قليل التواجد في الدار. كما ان الدكتور عبدالواحد النبوي رئيس دار الوثائق، هو أستاذ مساعد وليس أستاذ. ** ولكن وزير الثقافة نفسه ليس استاذا ويدير الوزارة وهو بدرجة مدرس؟ - هذا ما يُسأل عنه الوزير وليس أنا، ولكن عبد الواحد النبوي أستاذ تاريخ معاصر وليس وثائق و خبرته تشفع له. هناك علامات استفهام هناك مشروعات كبيرة جداً في الرقمنة بها أخطاء، ويتم مراجعتها منذ عام. هناك قدر من الأشياء التي يوجد بها إهمال مثل وثائق ملقاة ولدينا صور بهذا وهناك أيضاً قدر من الكلام والشائعات حول مشروع الميكنة. ** لماذا لم تحقق في هذا الكلام من قبل هيئات تحقيق بدلا من بناء قرارت استنادا على شائعات ؟ - أنا لست جهة تحقيق، وليس لدي وقت. ** هل القرارات تؤخذ بناءاً علي الشكوك والشائعات؟ - لدي بعض أوراق خاصة بكشوف المرتبات وهناك بعض كشوف المرتبات مكررة مرتين في بعض الشهور لنفس الأشخاص وبمبالغ مختلفة. ** ولكن ألا تراجع هذه المستندات من الجهاز المركزي للمحاسبات؟ - أنا في وقت ضاغط ولدي حل سهل هو البعد عن الشبهات. ** ولكن هناك معايير لإنهاء الانتدابات وتعيين القيادات الجديدة؟ - وهناك أيضاً قانون يتيح لي إنهاء الانتدابات إذا اكتشفت أخطاء. وليس بالضرورة أن يكون لدي مشاكل إدارية أو قانونية لكي أنهي انتداب أشخاص. ** ولكن جزء من تلك الاجراءات السريعة كما ذكرت أنها تمس سمعة من أنهيت انتدابهم؟ - أنا قلت أنه يشاع ولم أتهم أحدا. أنا أنهيت الإنتدابات دفعاً للشك وطلبً لاستقرار الأمور. ** ولكن قرار إنهاء ندب د. عبدالواحد النبوي رئيس دار الوثائق غير قانوني لأنه انتدب بقرار وزاري وكان يفترض أن ينهي انتدابه بقرار وزاري أيضاً؟ - تم تفويضي بصلاحيات وزير حين صدر قرار ندبي رئيساً للإدارة المركزية لدار الكتب والوثائق القومية، ومن ثم فإن القرار سليم. ** هل أنت عضو بجماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة؟ - أنا لست كادراً اخوانيًا ولست عضواً بحزب الحرية والعدالة، ولكني أنتمي لفكر الإخوان، وأتبني فكرة الإسلام الوسطية الحضارية بمفهوم الإخوان المسلمين، وأعتنق فكر حسن البنا تحديداًدون توابعه. ** كيف تري السيناريو الذي يقول بأن تعيينك هنا هو بمثابة لعبة الشطرنج لنقلك إلي منصب الوزير؟ - أنا لا أتمني هذا، ولست مسئولاً عمن يضع سيناريوهات. ومصدر هذاالسيناريو مقال وحيد نشره ابن احد اساتذتي يزكيني لمنصب الوزير قبل عدة شهور. ** هناك مطالبات عدة بإنهاء الهيمنة الأمنية علي دار الكتب والوثائق وإتاحة الإطلاع عليها، هل هناك خطوات في هذا السياق؟ نحن الآن في مرحلة ضاغطة والباحثون يلزمهم استخراج تصريح من الأمن القومي وأنا زدت علي ذلك المستفيدين أيضاً. نحن في حالة من السيولة والإنفلات الأمني وأنا طلبت من وزارة الداخلية قوة تأمين للدار من الخارج، فالدار مؤمنة جيداً من الداخل لكنها تحتاج تأمين إضافي قبل 30 يونيو. ** هل لديك كلمة أخيرة تطمئن بها القلقين علي مستقبل الدار؟ - أول قرار لي بإقامة ندوة عن رحلة العائلة المقدسة، كما وجهت دعوة للكاتب والروائي يوسف زيدان لإلقاء محاضرة عن التراث، وقد قبلها وهذه خطوات كفيلة برد المخاوف عني.