أعلن المنتدى العربي لمرض السكر بالقاهرة أن مرضى السكر لا يمكنهم الصيام فى رمضان، خاصة الأطفال المعتمدين على الأنسولين فى علاجهم، نظرًا لتفاقم المرض مؤخرًا بسبب تجاهل عدد كبير من المرضى لنصائح الأطباء مما يعرضون أنفسهم لمخاطر صحية خلال الصيام. وأكد المنتدى أن أن هناك ما يقرب من 50 مليون مريض سكر منهم 79% يعانون من النوع الثانى ويصرون على مواصلة الصوم لأن النوع الثانى أكثر أنواع السكر انتشارا فى العالم. كما يوجد 50٪ من مرضى السكر فى مصر معرضون للإصابة باعتلال الشبكية السكرى والذى يؤدى إلى العمى. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى اليوم الخميس، ناقش الخبراء خلاله الأعباء المتزايدة لمرض السكر في المنطقة وخاصة العجز البصري الناتج عن الإصابة وخطورة التعرض لللعمى باعتباره واحدا من أهم مضاعفات السكر التي تصيب العين. وأوضح الدكتور عباس عرابي، أستاذ الغدد الصماء بجامعة الزقازيق أنه "تشير تقديرات الاتحاد الدولي لمرض السكر أن أعداد المصابين بالسكر في العالم تصل إلى 366 مليون، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الأعداد لتبلغ 552 مليون بحلول عام 2030". وأضاف: "تحتل مصر المركز التاسع على مستوى العالم في ظل انتشار مرض السكر بنسبة 16.6%، ويكمن التهديد الحقيقي للمرض في مضاعفاته المخيفة، وعلى رأسها العجز البصري". أشارت الدكتورة إيمان رشدي، أستاذ الغدد الصماء بجامعة القاهرة إلى أن مرض السكر يؤثر سلبيا على الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة، مما يؤدي إلى الإضرار بشبكية العين، بالإضافة إلى أضرار أخرى جسيمة على المدى الطويل". وأوضحت أن عادة ما تظهر مضاعفات المرض بعد أعوام من الإصابة بالسكر إذا لم يتم السيطرة عليه. قال الدكتور على عبد الرحيم، أستاذ الغدد الصماء بجامعة الإسكندرية: "إن السكر هو المسبب الرئيسي للعمى المكتسب على مستوى العالم. ويعتبر اعتلال الشبكية السكري من المشاكل الأساسية التي يسببها مرض السكر، وتشير التقديرات أن هذا المرض هو المسئول عن 5% من حالات العمى في جميع أنحاء العالم، مصيباً حوالي 2 مليون مريض". وأضاف: "بعد مرور 20 عاماً على الإصابة بالسكر، سيعاني معظم مرضى النوع الأول، وحوالي 60% من المصابين بالنوع الثاني، من اعتلال الشبكية السكري". ومن جانبه، أوضح الدكتور شريف إمبابي، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة عين شمس ان ترك المرض باعتلال الشبكية السكرى دون علاج، يترتب عليه الاصابة بالعجز البصري، وتجدر الإشارة أن حوالي 50% من مرضى السكر فى مصر معرضون لخطر الإصابة بفقدان البصر." وقد أكدت الدراسات، أن السيطرة على مرض السكر من البداية، تقلل من خطر الإصابة بمضاعفات السكر وتأثيره في العيون بنسبة 38%. ويبذل أخصائي علاج السكر جهودا كبيرة، لتنبيه المرضى بأهمية إجراء فحوصات سنوية للتأكد من سلامة العيون، بغض النظر عما يشعر به مريض السكر من سلامة نظره ووضوح الرؤية أمامه. كما أوضح أنه علاوة على ذلك، فالعجز البصري الناتج عن اعتلال الشبكية السكري من الممكن علاجه الآن، ففي أغسطس 2012، اعتمدت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية عقار جديد لعلاج اعتلال الشبكية السكري. ويعتبر أول عقار معتمد لعلاج هذا المرض في العالم. ويتم حقنه فى العين عدة مرات على مدار ثلاث سنوات حتى تتحسن الحالة ويسترد المريض نظره مرة أخرى. وأضاف أن ضبط السكر فى المراحل الأولى فى بداية المرض، يقلل مضاعفات المرض بشكل كبير يصل إلى 35٪. كما أن ضبطه هام لتجنب اصابة الشبكية، مشيرا إلى أن مريض السكر معرض لفقد البصر 22 مرة اكثر من الشخص الطبيعى، و2٪ من مرضى يصابوا بالعمى.