اعتبر تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري الإثنين أن الانقلاب الذي يقوده حزب الله، هدفه وضع رئاسة الحكومة، تحت وصاية "ولاية الفقيه"، داعيًا إلى تحركات مفتوحة احتجاجا على ما يعتبره التيار فرضا لرئيس حكومة سني غير الحريري من جانب الحزب الشيعي. ودعا النائب محمد كبارة المنتمي إلى تيار المستقبل خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة طرابلس اللبنانية إلى يوم غضب عام في كل لبنان غدًا الثلاثاء استنكارًا لما يقوم به الآخرون من تدخل في شئون لبنان وشئون اللبنانيين السنّة. وقال عضو المكتب السياسي في التيار النائب السابق مصطفى علوش، في بيان تلاه خلال المؤتمر إن الانقلاب الذي يقوم به حزب الله محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت وصاية ولاية الفقيه. أضاف أن ما قام به حزب الله من خلال أمينه العام حسن نصرالله هو محاولة لتصغير وتحجيم الرئاسة الثالثة ودورها الوطني، ودعا أبناء مدينة طرابلس وشمال لبنان إلى التعبير عن غضبهم ورفضهم للوصاية الفارسية. وأوضح أن هذا التحرك يأتي بعد الانقلاب الهادف إلى جعل حزب الله وصيا على الجمهورية اللبنانية وعلى رئاستها وبالأخص رئاسة الوزراء. وأعلن علوش أن التحركات الشعبية السلمية التي يكفلها القانون من تظاهر وإضراب واحتجاجات أصبحت مفتوحة إلى حين عودة القرار إلى أصحابه، واعتبر أن قبول أي شخصية بتكليف حزب الله لرئيس الحكومة هو خيانة لأبناء طرابلس وسيضع هذه الشخصية خارج تاريخ المدينة، وجاء في البيان: "نهيب بالمناصرين عدم الانجرار وراء انفعالات قد تسيء إلى الاستقرار العام". وبرز رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس خلال الساعات الأخيرة المرشح الأوفر حظًا إلى رئاسة الحكومة في مواجهة الحريري، الشخصية السنية الأكثر شعبية. وأعلنت قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) في الاستشارات النيابية التي بدأها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتسمية رئيس جديد للحكومة، دعم ميقاتي الذي وصل إلى البرلمان في الانتخابات الأخيرة في صيف 2009 على لائحة مدعومة من الحريري. وقال علوش إن طرابلس أعطت أصواتها لنوابها لإعلانهم الصريح بتأييد مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال والمحكمة والعدالة، في إشارة إلى المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري. يذكر أن حكومة الحريري سقطت قبل نحو أسبوعين بعد استقالة 11 وزيرا بينهم 10 يمثلون حزب الله وحلفاءه بسبب الخلاف حول المحكمة الخاصة بلبنان التي طالب حزب الله بوقف التعاون معها، الأمر الذي رفضه الحريري.