لم يتوقع أى من العاملين فى دار الأوبرا المصرية أن يتم إقصاء الدكتورة إيناس عبدالديم، كونها من رؤساء الأوبرا الذين حققوا نجاحات ملحوظة فى فترة توليها القصيرة، وكثيرون لا يعلمون أن رئاسة الأوبرا المصرية ليست أمرا هينا، ولا هو مجرد منصب شرفى، بل من أهم المناصب الثقافية والمهام التى يعتبر من يتقلدها فى مهمة صعبة لا تقل أهمية عن مهمة وزير للثقافة. وهو ما أرساه الخديوى إسماعيل، صاحب فكرة إنشاء دار للأوبرا فى مصر، إذ ارتبطت قصة إنشاء الأوبرا القديمة، ارتباطا وثيقا بافتتاح قناة السويس فى عهد الخديوى إسماعيل، الذى كان شغوفا بالفنون، ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية. وقد ظلت مهمة رئاسة الأوبرا، منذ بداية إنشائها الخديوية القديمة فى نوفمبر عام 1869 مع احتفالات قناة السويس، ذات أهمية كبيرة، بل كانت الأوبرا بفنونها هى المعبر الحقيقى عن الفن الراقى، حتى ان الخديوى إسماعيل دعا لحضور حفل الافتتاح الإمبراطورة أوجيني دي مونتيخو، زوجة الإمبراطور نابليون الثالث، والإمبراطور فرانسو جوزيف، عاهل النمسا، وولى عهد بروسيا وبعض العظماء وأقطاب السياسة والفكر والفن من أنحاء أوروبا، حيث حضروا خصيصا لحضور حفل افتتاح قناة السويس وافتتاح الأوبرا الخديوية. وأسند مهمة رئاستها للفنان اليونانى بافلوس، الذى يعتبر أول من تولى الإشراف على بنائها وإدارتها وتقديم أوبرا عايدة، ثم تولاها أيضا المؤلف الموسيقى بسكوالى كلمنته من عام 1886 إلى عام 1910، ثم تلاه جنارو فورنارنو من عام 1911 إلى عام 1931، وقد توقف الموسم فى هذه الفترة بسبب الحرب العالمية الأولى، ثم معلم الأميرات نورتاتوتو كانتونى 1932 إلى عام 1973.