بعد نجاح وزارة الداخلية فى الكشف عن المخطط الإرهابى الذى استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية، والتوصل إلى مرتكب الحادث وهو شاب مصرى اسمه أحمد لطفي إبراهيم محمد، سبق له التردد على قطاع غزة خلال فترة زمنية، قام خلالها بالتواصل مع جيش الإسلام الفلسطينى، وتم إقناعه باستهداف دور العبادة المسيحية واليهودية ضمن فرضية الجهاد، وهو الأمر الذى جعل اسم جيش الإسلام الفلسطينى يطفو على السطح من جديد، وهو التنظيم صاحب الملف الأسود فى تاريخ ارتكاب الحوادث الإرهابية فى مصر. فالجريمة الأخيرة التى وقعت فى عروس البحر المتوسط لم تكن الأولى فى سجل هذا التنظيم الإرهابى، حيث سبق له أن وقف وراء العمليات الإرهابية التى وقعت في شرم الشيخ ودهب عام 2005 ونفَّذتها عناصر تنتمى إليه. بالإضافة إلى تورط عناصر من "جيش الإسلام" في تفجيرات المشهد الحسينى بوسط القاهرة، الذي أسفر عن مقتل سائحة فرنسية وإصابة 17 آخرين بينهم 10 فرنسيين و 3 ألمان و 4 مصريين. وقد ألقت أجهزة الأمن القبض على 7 من أعضاء هذا التنظيم ، وهم : فلسطينيان ومصريان وبريطاني من أصل مصري وبلجيكي من أصل تونسي وفرنسية من أصل ألباني ، وتبين أنه بالقبض على هذه المجموعة تم منع جرائم إرهابية كانت ستحدث في فرنسا وعدد من الدول. أفراد هذا التنظيم تلقوا تدريبات مكثفة على التفجير عن بعد، واستخدموا مواد من مخلفات الحروب في سيناء، وقد أشارت وزارة الداخلية في بيان سابق لها إلى أن إدارة نشاط تلك البؤرة تتم من خلال مصريين هاربين خارج البلاد هما أحمد محمد صديق وخالد محمود مصطفى، وسبق تكليفهما لبعض العناصر بالتسلل عبر الأنفاق من مصر إلى قطاع غزة لتلقى تدريبات متقدمة فى مجال إعداد المتفجرات والدوائر الكهربائية ، وتبين أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة وهو ما يسمى بجيش الإسلام الفلسطيني. اسم "جيش الإسلام" الفلسطيني ظهر لأول مرة في 25 يونيو 2006، عندما أعلن مشاركته في اختطاف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" مع الجناح العسكري ل"حماس"، ولجان المقاومة الشعبية، كما تمثل أول جماعة فلسطينية تتبنى أجندة "تنظيم القاعدة" في فلسطين، وتهدف إلى إبعاد الفصائل الفلسطينية، بما في فيها حماس، عن المشاركة في العملية السياسية أو التفاوض مع إسرائيل. و"جيش الإسلام"هو مجموعة فلسطينية سلفية متطرفة توالي تنظيم القاعدة الإرهابي وعدد أفراده 2000 شخص، وتأسس تنظيم جيش الإسلام من عناصر منشقة عن حركة حماس بسبب نهج الحركة غير الواضح . وقد تأزمت العلاقات بين جيش الإسلام وحكومة حماس كثيرا بعد أن أقدم "جميل دغمش" شقيق ممتاز قائد التنظيم، على قتل أحد أفراد حماس بسبب خلاف نشب بينهم على تقاسم مواد مخدرة تم إدخالها لغزة لبيعها، وتفجرت على أثرها اشتباكات بحي الصبرة بغزة الذي أوقعت 11 قتيلا فلسطينيا من عائلة "دغمش" منهم طفل عمره عام ونصف العام وطفلة عمرها 4 سنوات نتيجة لتبادل القصف بين حركة حماس والجيش، وقتل من جيش الإسلام 9 أفراد ومن حماس 5 وجرح 44 شخصا آخر، إلا أن ممتاز دغمش عاد مرة أخرى وأعلن الولاء لأفراد حماس ومجموعاتها. وقد اعتاد التنظيم في بياناته وتصويراته على استخدام اسم "أسامة بن لادن"، كما أن شعاره يحتوي على رسم للكرة الأرضية، وسيف ومصحف، ولا يرمز بشيء إلى فلسطين، إلا أنه لم يؤكد ولم ينف صلته التنظيمية بالقاعدة. وممتاز دغمش قائد التنظيم شخصية فلسطينية لا يعرف لها تاريخ محدد أثارت الكثير من الجدل بعد إعلانها تأسيس جيش الإسلام. عمل في سجن الأمن الوقائي برتبة رقيب أول، ثم استقال لينضم إلى حماس، حيث إن حماس عملت على تنشئة ممتاز وبروزه، ثم انفصل عنها لينضم إلى إحدي لجان المقاومة الشعبية، وانفصل عنها ليؤسس حركة إسلامية مسلحة اسمها "جيش الإسلام" الذي يتشكل غالبية أفراده من عائلة "دغمش" المسلحة في حي الصبرة التي يعمل أكثر أفرادها في تربية وبيع المواشي والتجارة ونقل البضائع بعربات تجرها الدواب التي تعتبر الوسيلة العملية في التنقل لعدم وجود طرق ممهدة. وكان دغمش أحد قادة لجان المقاومة الشعبية التي تأسست مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، إلا أنه سرعان ما انشق عنها بعد تبنيه قتل موسى عرفات، قائد الأمن العام السابق، وابن عم الرئيس الراحل ياسر عرفات نهاية عام 2005، ويعزو الاحتلال الإسرائيلي له المسئولية عن عملية استهدفت قافلة إنسانية أمريكية في غزة، قتل فيها ثلاثة أمريكيين أواخر عام 2004. وقد أمر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بضبط وإحضار ممتاز دغمش وباقى الهاربين من عناصر التنظيم على أثر تفجيرات الحسين والتى وقفت خلف الحادث الإرهابى.