وجدت الفصائل المتناحرة في قطاع غزة وأنحاء الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل صوتا واحدا تتحد خلفه وهو أغان يرددها مطرب شاب عمره 22 عاما عن الوطن المفقود في نسخة شرق أوسطية من برنامج "أمريكان آيدول". وأصبح محمد عساف وهو مواطن من غزة أول فلسطيني يتأهل لبرنامج "أراب آيدول" وهو برنامج استعراضي تلفزيوني لاكتشاف المواهب الجديدة يقدم من بيروت ويقوم فيه مطربون باداء اغان أمام لجنة حكام ويصوت فيه مشاهدون. وعساف الان ضمن أول عشرة متسابقين لاسباب ترجع الى حد كبير لمظهره الجيد وأغانيه المشحونة بالعاطفة عن أرض الاجداد الفلسطينية. وقالت رهاف البطنيجي في اشارة الى حصار اسرائيل لغزة التي استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967 مع الضفة الغربية "عساف فخر لفلسطين. لقد كسر الحصار بصوته". ووقفت امام جدارية ضخمة لعساف في مطعم بغزة وهي واحدة من مئات الملصقات التي تغطي المباني والجدران التي يظهر عليها عادة شعارات سياسية. وتذاع أغاني عساف في محطات الاذاعة لكسر جمود الانباء الاقتصادية والسياسية الكئيبة. وسارع سياسيون الى دعمه وخفضت شركة الهاتف المحمول (جوال) اسعار الرسائل النصية لتجعل من السهل لمؤيديه التصويت لصالحه. واتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح بالمطرب في بيروت وحث كل العرب على التصويت له. وقال عباس في بيان نقلته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان "الرئيس أكد مساندته ودعمه للفنان محمد عساف والذي تشكل موهبته فخرا لفلسطين والامة العربية". ورغم ان حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي تتولى حكم قطاع غزة لا تقر الاغاني غير الدينية الا انها اقتربت بقدر الامكان لتظهر تاييدها لعساف. وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس على فيسبوك "عساف هو من عائلة محترمة ومعروفة". وحقق عساف شهرته الاولى داخل غزة حين كان في الحادية عشرة من العمر عندما سجل أغنية في عام 2001 تحمل اسم "شدي حيلك يا بلد" في ذروة الهجمات الاسرائيلية على القطاع اثناء الانتفاضة الفلسطينية. وفي برنامج "أراب آيدول" الذي تذيعه شبكة إم.بي.سي. أدى أغانيه وهو يرتدي الزي الفلسطيني التقليدي. وشملت الاغاني التي قدمها "يا طير الطاير" التي تسرد اسماء مدن فلسطين التاريخية واغنية اخرى تحث الفلسطينيين على الوحدة. وأشاد حكام البرنامج وهم من الشخصيات الشهيرة في انحاء العالم العربي بالمطرب الفلسطيني.