دعت وزارة الشئون الدينية التونسية (الأوقاف) في بيان أصدرته اليوم جميع "الخطباء بجوامع تونس إلى إقامة صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة لهذا اليوم ترحما على أرواح شهداء ثورة الشعب التونسي" التي أطاحت يوم 14 يناير الجاري بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وأعلنت "حكومة الوحدة الوطنية" التي تسير شئون تونس مؤقتا الحداد لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الجمعة "ترحما على أرواح شهداء انتفاضة الشعب التونسي". وتمّ اليوم الجمعة تنكيس العلم التونسي بكامل الهياكل الخاضعة لإشراف الدولة فيما قطع التليفزيون الرسمي بقناتيه الفضائيتين برامجه واقتصر فقط على بثّ القرآن الكريم والأخبار حول آخر مستجدات الأوضاع في البلاد. كما صدرت صحيفتا"الصحافة" و"لابريس" (ناطقة بالفرنسية) الناطقتان باسم الحكومة باللون الأسود فقط ودون ألوان أخرى. ورفض متظاهرون في عدة مناطق بالبلاد إعلان حالة الحداد. وقال النقابي وشاهد العيان حسين بالطيب ، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) ، إن سكان مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا (500 كلم جنوب العاصمة تونس) خرجوا في مظاهرات حاشدة رددوا خلالها "الحداد لا لا...هذا عرس الشهداء" ورفعوا كل الأعلام التي تم تنكيسها في المدينة أمام أنظار قوات الأمن التي لم تمنعهم من ذلك. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الإثنين الماضي مقتل 78 مدنيا وإصابة 94 آخرين بجراح إضافة إلى "عديد الوفيات" في صفوف رجال الأمن خلال الثورة الشعبية الدامية التي شهدتها البلاد فيما قالت الأممالمتحدة: إن عدد القتلى لا يقل عن مائة شخص.