أرسلت البحرية الأمريكية المزيد من الوفود الطبية إلى معتقل جوانتانامو، نظرا لإضراب متصاعد عن الطعام ينظمه السجناء، وأثارت رابطة الطب الأمريكية تساؤلات عما إذا كان الأطباء الذين يطلب منهم تغذية السجناء المضربين عن الطعام قسرا يحنثون، بذلك بالقسم الذي يقطعونه على أنفسهم لدى بداية ممارسة مهنة الطب. وقال اللفتنانت كولونيل سامويل هاوس المتحدث باسم سجن جوانتانامو: إن الوفود الطبية وصلت في مطلع الاأبوع وتضم نحو 40 ممرضا ومتخصصا وعاملا في المستشفيات المتدربين على توفير الرعاية الطبية الأساسية. وصرح بأن 100 من بين 160 محتجزا يشاركون في الإضراب عن الطعام الذي بدأ في فبراير احتجاجا على استمرار احتجازهم في قاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو في شرق كوبا. وقال هاوس إنه من بين هؤلاء هناك 20 سجينا فقدوا أوزانهم، وإن سلطات السجن تغذيهم بمحاليل من خلال أنابيب توضع في أنوفهم تصل إلى المعدة. وذكر أن هناك خمسة يرقدون في المستشفى تحت المراقبة لكن حالتهم ليست خطيرة بما يهدد أرواحهم. ويوم الخميس الماضي أرسل رئيس الجمعية الطبية الأمريكية رسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل كرر فيها موقفه المعلن منذ فترة طويلة بأن تغذية البالغين الراشدين الذين يرفضون الطعام قسرا وإخضاعهم عنوة لعلاجات لانقاذ أرواحهم يشكل خرقا للقسم الذي يؤديه الطبيب. لكن الرسالة التي بعث بها الدكتور جيريمي لازاروس لم تصل إلى حد مطالبة وزير الدفاع الأمريكي بوقف تغذية السجناء قسرا في جوانتانامو. وحثت الرسالة هاجل على "التعامل مع أي موقف يطلب فيه من الطبيب أن يخالف المعايير الأخلاقية لوظيفته". وقال اللفتنانت كولونيل تود بريسيل المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون): إن هاجل عاد لتوه من رحلة إلى الشرق الأوسط، ولم يتضح ما إذا كان اطلع على الرسالة. وسئل بريسيل عما إذا كان أطباء الجيش قد أثاروا مخاوف متعلقة باخلاق المهنة إذا طلب منهم تغذية السجناء قسرا، فقال "أستطيع القول بأنه لم يحدث شيء منظم ولا استطيع الحديث عن أفراد من الأطباء". واستطرد "أستطيع القول بأننا لن نسمح للمحتجزين بايذاء أنفسهم وهذا يشمل محاولة الانتحار وتتضمن الموت جوعا سواء كان ذلك قرارا ذاتيا أو نتيجة لضغط". ويقول الجيش الأمريكي: إن بعض سجناء جوانتانامو يضغطون على زملائهم للانضمام إلى الإضراب عن الطعام، وإن بعض من يتغذون عن طريق الأنابيب يشربون طواعية مكملات غذائية حين ينقلون من المبنى، الذي توجد فيه الزنازين ويجدون أنفسهم وحدهم مع أعضاء الفرق الطبية. ويقول مسئولون عسكريون إن عملية الطعام القسري، تتم بلطف باستخدام أنابيب لينة وناعمة. لكن المحامي ديفيد ريميس الذي أخطر أن موكله اليمني ياسين اسماعيل يخضع للإطعام القسري أعطى صورة مختلفة تماما. وقال "هذا يمكن أن يكون مؤلما للغاية، أحد الموكلين قال انها مثل إدخال شفرة في انفك وعبر حلقك". وأضاف أن المحتجزين الذين يرفضون التغذية عن طريق الإنابيب يجيء جنود يرتدون زي قوات مكافحة الشغب ويخرجونهم من زنازينهم. واستطرد "انها حقا نفس الطريقة التي تعامل بها الحيوانات". وتلقي كل الأطراف المسؤولية على حالة الأحباط التي انتابت سجناء جوانتانامو من فشل ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تنفيذ وعده بأغلاق السجن الحربي الأمريكي بحلول عام 2010.