أعلن توفيق بن بريك (50 عاما) الصحفي المعارض لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، أنه سيترشّح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، التي ينتظر أن تجرى في فترة أقصاها سبعة أشهر، وقال بن بريك في اتصال هاتفي: "قررت الترشّح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبرنامجي الرئاسي كتبته في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية يوم 13 يناير 2011، أي عشية سقوط بن علي وهربه إلى السعودية يوم 14 يناير 2011". وأضاف بن بريك: "كتبت خلال فترة حكم الرئيس المخلوع 11 كتابًا ضد بن علي، إضافة إلى الكثير من المقالات في وسائل الإعلام الدولية وكنت الصحفي التونسي الأوّل الذي لعب دورًا مهمًا في الإطاحة به وتخليص الشعب منه، لذلك فأنا أحق من غيري في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة". وفي معرض إجابته عن سؤال حول حظوظه في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، قال بن بريك للوكالة الألمانية إن حظوظه "قويّة" لأنه "شخصية معروفة في البلاد" ولديه "شعبيّة، رغم أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي" ومعتبرا أن الناس "يعرفونه أكثر مما يعرفون زعماء أحزاب المعارضة في تونس". ويقول مراقبون إن بن بريك برز كمعارض "شرس" أمام بن علي منذ سنة 2000 عندما دخل في إضراب عن الطعام استمر نحو 40 يومًا، وقد حظي بتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، احتجاجًا على قمع الحريات في عهد الرئيس المخلوع. واحترف بن بريك منذ ذلك التاريخ الكتابة ضد نظام زين العابدين بن علي في وسائل إعلام أجنبية، وخاصة الفرنسية. وأصدرت محكمة تونسية يوم 26 نوفمبر الماضي حكمًا بسجن الصحفي بن بريك لمدة ستة أشهر نافذة (قضاها كاملة) بتهمة الاعتداء بالضرب على سيدة في الشارع وهي تهمة نفاها بن بريك بشدة، وقال إنها جاءت انتقاما منه إثر كتابته مقالات شديدة الانتقاد للرئيس السابق زين العابدين بن علي في الصحافة الفرنسية. يذكر أن بن بريك هو الثاني الذي يعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة بعد منصف المرزوقي "65 عاما"، زعيم حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، (غير المعترف به في عهد بن علي) والذي يعتبر من أشد رموز معارضي نظام الرئيس المخلوع. وأعلن المرزوقي المقيم في فرنسا منذ سنوات، يوم الاثنين الماضي (17 يناير) ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد عاد المرزوقي إلى وطنه في اليوم التالي لخلع زين العابدين بن علي مباشرة، حيث شرع في الإعداد لحملته لخوض الانتخابات الرئاسية المنتظرة.