استدعت كوريا الجنوبية سفير طوكيو اليوم الخميس للاحتجاج على دفاع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي عن زيارات، قام بها مسئولون كبار ومشرعون لضريح تعتبره دول الجوار رمزا للعدوان إبان الحرب. وانتقدت كل من الصين وكوريا الجنوبية بشدة اليابان بعد قيام اكثر من 160 عضوا بالبرلمان بزيارة ضريح ياسوكوني بطوكيو هذا الأسبوع، وجاءت الزيارة بعد أن أرسل ابي هدية رمزية الى الضريح وقام نائب رئيس الوزراء تارو اسو ووزيران آخران بزيارته. وتتكرر هذه الزيارات في الاعياد الدينية ولطالما أغضبت دولا اسيوية لم تندمل بعد جروحها التي خلفها ماضي اليابان العسكري. وقال كيم كيو هيون نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية للسفير وفقا لما ذكرته السفارة "لا نفهم لماذا يغمض المجتمع الياباني عينيه ويسد أذنيه إزاء الألم والضرر اللذين سببهما الغزو والحكم الاستعماري في الماضي". وتمثل موجات التوتر المتكررة بين اليابان وكوريا الجنوبية والصين مصدر قلق لواشنطن الحريصة على ضمان التعاون من جانب سول وطوكيو وبكين في كبح جماح كوريا الشمالية. وجاء استدعاء السفير الياباني في سول بعد يوم من دفاع ابي عن أحدث الزيارات لضريح ياسوكوني امام لجنة برلمانية في طوكيو. وأنشيء الضريح تكريما لقتلى الحرب اليابانيين الى جانب 14 قائدًا أدانتهم محكمة للحلفاء بارتكاب جرائم حرب. ويعتبره الكوريون تذكرة بحكم اليابان الاستعماري الوحشي من عام 1910 الى عام 1945. وتثير زيارات قيادات يابانية للضريح غضب الصين أيضا التي عانت هي الأخرى تحت الاحتلال الياباني. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا في مؤتمر صحفي اليوم الخميس إن طوكيو لا تريد أن تؤثر قضية ضريح ياسوكوني على علاقاتها مع جيرانها. وأضاف "موقفنا الأساسي هو أن بلدنا تسبب في ألم ومعاناة كبيرين لدول كثيرة خاصة لشعوب دول أسيوية." وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي ألغى وزير خارجية كوريا الجنوبية زيارة لطوكيو وقالت بكين إن الأحداث الأخيرة تظهر أن الزعماء اليابانيين مازالوا ينكرون الماضي العسكري لبلادهم. لكن ابي قال أمام لجنة برلمانية امس الاربعاء "من الطبيعي أن نكرم أرواح قتلى الحرب الذين ضحوا بحياتهم من أجل البلاد. لن يرضخ وزراؤنا لأي تهديدات... مهمتي أيضا هي الحفاظ على كبريائنا الذي يستند إلى التاريخ والتقاليد."