انتقدت صحيفة "ديلى تلجراف" البريطانية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، واصفة إياه بأنه يقود أسوأ عصر لحقوق الإنسان الروسية منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، وذلك وفقا لتقريرين جديدين صدرا من قبل منظمتى العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. وأوضحت الصحيفة عبر موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء أن بوتين - الذى أعيد انتخابه كرئيس للبلاد فى العام الماضى - وجهت إليه اتهامات بسن قوانين جديدة لقمع الانتقادات الموجهة لنظامه، بجانب قيامه بتكييف القوانين القائمة لإسكات المعارضين. وأشارت ديلي تلجراف إلى ما أعلنته منظمة هيومن رايتس ووتش فى تقريرها عن أن "الحكومة الروسية أطلقت العنان لحملة قمعية غير مسبوقة فى تاريخ البلاد تستهدف المجتمع المدنى". وأضاف التقرير أن السلطات الروسية سنت سلسلة من القوانين القمعية بهدف مضايقة وترهيب وحتى السجن فى بعض الأحيان للنشطاء السياسيين، فضلا عن التدخل فى أنشطة المنظمات غير الحكومية وتصنيف نقاد الحكومة بأعداء يعملون فى الخفاء ضد الدولة. وفى خطوة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "تذكرة متعمدة للحرب الباردة"، قام فلاديمير بوتين بسن قانون جديد ينص على تصنيف أى منظمة تتلقى تمويلا من الخارج لنفسها بأنها "عميل أجنبى" فى حالة انخراطها فى أنشطة سياسية غير محددة. ومنذ مطلع العام الجارى، دشنت السلطات الروسية أكثر من 200 عملية تفتيش فى منظمات معنية بحماية حقوق الإنسان والتى تضمنت تفتيش المكتب التمثيلى لمنظمة العفو الدولية فى موسكو فى 25 مارس الماضى. وكانت أولى المنظمات التى يطبق عليها إجراء قانوني هى مجموعة "جولوس" الروسية - التى تعنى باللغة العربية "الصوت" - والتى لعبت دورا بارزا فى تنظيم مراقبة الانتخابات والإبلاغ عن وقوع أى تزوير فى التصويت. كما سنت الحكومة فى شهر ديسمبر الماضى قانونا يحظر الحصول على تمويل من الولاياتالمتحدة لصالح منظمات غير حكومية معنية بالنشاط السياسى، معتبرة إياها بأنها "أعمال موجهة ضد مصالح روسيا".