استعاد مهدى عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين ذكرياته عن حرب فلسطين واهتمام الجماعة منذ نشأتها بالقضية الفلسطينية، وكيف كانت تلك القضية محل تقدير واهتمام من حسن البنا والجماعة. وقال عاكف فى الحلقة الثالثة من ذكريات عاكف التي تنشرها جريدة "الحرية والعدالة" الثلاثاء من كل أسبوع، والتى حملت عنوان " ذكريات حرب فلسطين 1948"، أن جهاد الجماعة لم يكن ضد اليهود فى فلسطين فقط بل كان داخل مصر أيضًا، متمثلًا فى مؤسساتهم الاقتصادية، حيث كان اليهود مسيطرين على الاقتصاد المصرى. ولفت عاكف إلى قيام الإخوان بجمع الكثير من الأسلحة من الصحراء الغربية ومخلفات الحرب العالمية الثانية، وقاموا بتجهيزها ودفعها للمجاهدين المتجهين لفلسطين، وفى بعض الأحيان كان الاعتماد فى شراء الأسلحة على التبرعات. وأضاف أن أول معركة للفوج الأول من الإخوان المسلمين بدأت بمعسكر البريج الموجود بغزة بقيادة الشيخ محمد فرغلى، وهاجم الإخوان المستعمرة فى إبريل 1948 ونجحوا فى المرور خلال حقول الألغام عبر ممرات أعدوها طوال الأسبوع الذى سبق المعركة. وأشار إلى أنه كان من نتائج هذه المعركة أن غير الإخوان بعدها تكتيكهم فى المعارك من مهاجمة المستعمرات اليهودية المحصنة إلى جر قوات اليهود للحرب فى أرض مكشوفة خارج المستعمرات بعد حصارها وقطع طرق إمداداتها، لافتًا إلى أن الإخوان نجحوا فى استرداد التبة 86 وأنه استشهد منهم فى هذه المعركة 5 شهداء. وأضاف المرشد العام السابق لجماعة المسلمين أنه أنشأ معسكرًا للتدريب داخل كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وتم اختياره من قبل الاتحاد ليكون رئيسا لمعسكرات الجامعة، ووضع خطة التدريب بنفسه، وقام برنامج التدريب على محو الأمية العسكرية لدى الشعب المصرى وطلبة الجامعات، وأن يسير التدريب فى برنامج جاد، بحيث لا يمسك سلاحًا إلا الشخص الذى ينجح فى كل الاختبارات الرياضية العنيفة والمصارعة مع الالتزام بكامل شروط الجندية. وتابع عاكف أن ميزانية اتحاد الطلاب كانت فى هذا الوقت تقترب من 3 آلاف جنيه، وطلب من الاتحاد تحويل أموال الاتحاد للمجاهدين لتدريبهم وتسليحهم، وعندما تم فتح باب التدريب انضم إليهم نحو 1000 طالب.