أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برئيسة الوزراء الراحلة مارجريت تاتشر اليوم الأربعاء متذكرا زعيمة مثيرة للخلاف ومقاتلة غيرت وجه بريطانيا وأرست نهجا سياسيا لا يزال متبعا حتى اليوم. وفي جلسة خاصة للبرلمان قال كاميرون إن ثاتشر الزعيمة السابقة لحزب المحافظين الذي يتزعمه "حددت وتجاوزت التحديات العظيمة لعصرها" بعد رحلة رائعة من متجر بقالة الأسرة إلى أعلى منصب في البلاد. وهذه هي المرة الأولى التي يدعى فيها البرلمان للانعقاد خلال عطلة لوفاة شخصية عامة منذ وفاة والدة الملكة اليزابيث في 2002 الأمر الذي يسلط الضوء على الإرث الباقي لزعيمة فازت في ثلاثة انتخابات وأعادت تشكيل السياسة البريطانية. وقال كاميرون: "رسمت حدود خريطة سياسية لا نزال نعمل استنادا إليها حتى اليوم. لقد صنعت المناخ السياسي.. صنعت التاريخ .. لقد جعلت بريطانيا عظيمة مرة أخرى". وأضاف أن ثاتشر التي توفيت عن عمر يناهز 87 عاما يوم الإثنين جراء إصابتها بجلطة في المخ أسقطت التوافق السياسي بعد الحرب وفازت في معارك تتعلق بإصلاح النقابات العمالية والاسلحة النووية وملكية الدولة للصناعات. وقال: "لم تخش المعركة وأدى هذا إلى إثارة الجدل والصراع بل والانقسام. لكن الجدير بالملاحظة.. وبالنظر الآن إلى ما حدث.. هو أن كثيرا من ذلك الجدل لم يعد كذلك على الإطلاق". وفي جلسة مشحونة بالعاطفة تبادل النواب الذين لا يزالون منقسمين بشدة حول ثاتشر سرد الحكايات الطريفة والنكات بشأن أول امرأة ترأس الحكومة البريطانية والتي شغلت المنصب من 1979 إلى 1990. ووصف زعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند ثاتشر بأنها "شخصية فريدة وشامخة". غير أن بعض أعضاء حزب العمال في البرلمان رفضوا الحضور. وقال روني كامبل الذي تأثرت مقاطعته في شمال انجلترا بشدة بسبب إصلاحات ثاتشر في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "أفضل أن أوضع في غرفة تعذيب"، ووضعت الزهور عند قاعدة تمثال ثاتشر خارج غرفة البرلمان الذي هيمنت عليه لسنوات والذي كان مسرحا لخطاب الاستقالة المدمر لنائبها جيفري هاو والذي ساهم في سقوطها عام 1990. وتحولت خطط جنازة ثاتشر يوم الأربعاء المقبل إلى صداع أمني وموضوع نقاش وطني حيث قسمت الزعيمة المحافظة الراحلة بريطانيا في مماتها مثلما فعلت في حياتها.