قالت الأممالمتحدة، اليوم الثلاثاء، إنها ستوقف تقديم مساعدات غذائية لأربعمائة ألف لاجئ سوري في لبنان الشهر القادم إذا لم تحصل على تمويل جديد بشكل عاجل. يأتي نقص التمويل في إطار ضغوط مالية أكبر تقول المنظمة إنها تهدد جهودها لمساعدة قرابة 1.3 مليون لاجئ سوري ونحو أربعة ملايين نازح داخل البلاد. وقال بانوس مومتزيس المنسق الاقليمي لشؤون اللاجئين السوريين بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "نخشى من أنه إذا لم يتوفر مزيد من التمويل بشكل عاجل فسوف نصل إلى نقطة يتعين علينا عندها البدء في خفض المساعدات وتصنيفها حسب الأولوية". وفي لبنان حيث تكافح السلطات ومنظمات المساعدات للتعامل مع موجة متزايدة من اللاجئين الذين يشكلون بالفعل ما يعادل عشرة بالمائة من السكان المحليين حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أنه قد يضطر لتقليص عملياته في مايو. وقال اتيان لاباند، رئيس عمليات البرنامج في لبنان "في غضون شهر واحد وبالتمويل الحالي لن يعد بالامكان تقديم مساعدات غذائية لأكثر من 400 ألف لاجئ سوري في لبنان". وأضاف أن كل اللاجئين حاليًا يتلقون مساعدات غذائية عندما يسجلون أنفسهم ويحصلون بعد ذلك على قسائم حصص غذائية شهرية بقيمة 27 دولارًا لكن أي تعطيل لهذا الدعم يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في بلد تصاعد فيه التوتر الطائفي بالفعل بسبب الأزمة السورية. وقال لاباند "أخشى بشدة أن يزيد التوتر وعمليات النزوح في أجواء متوترة بالفعل إذا لم يستمر التمويل". وقالت الأممالمتحدة في منتصف فبراير إن قرابة 70 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة السورية. ويقول مراقبون للعنف في سوريا إن أكثر من عشرة آلاف شخص قتلوا منذ ذلك الحين، ودمر القتال أحياء بأكملها في مدن تاريخية. وقدرت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا التي مقرها بيروت أن 400 ألف منزل دمر تماما في حين دمر 300 ألف جزئيًا ولحقت أضرار بهياكل قرابة نصف مليون آخرين ومن ثم فإن ثلث المساكن في سوريا تضررت بالحرب. وتقول الأممالمتحدة إنه تم فعليا الالتزام بتقديم قرابة 400 مليون دولار فقط حتى الآن من بين أكثر من 1.3 مليار دولار تعهد بها مانحون دوليون في أواخر يناير كانون الثاني لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين في الشهور الستة الأولى من العام الحالي. وقالت الأسبوع الماضي إن تأثير نقص التمويل سيشمل وقف توزيع 3.5 مليون لتر مياه يوميًا بمخيم الزعتري الأردني الذي يضم أكثر من 100 ألف لاجيء معظمهم أطفال، وقال مومتزيس "الضغوط هائلة على موارد تلك الدول". وأضاف "يحل اللاجئون ضيوفًا على بعض أفقر المجتمعات الفقيرة في لبنان وهنا موطن الضعف الشديد.. في لبنان بشكل خاص وفي الأردن أيضًا". وقال مومتزيس إنه سيزور الولاياتالمتحدة وبروكسل ولندن بحثًا عن مزيد من المنح، لكن عمال المساعدات على الأرض قالوا إنهم بدأوا يشعرون بالضغوط بالفعل. وقالت نينيت كيلي ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان للصحفيين في افتتاح مركز جديد لتسجيل اللاجئين السوريين في مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان "إنها كارثة، نحن مطالبون ببذل جهود متزايدة بموارد متناقصة". وأضافت "نحن ببساطة لا نملك الموارد التي نحتاجها لتوفير المساعدة الضرورية بشدة للاجئين وللمجتمعات المستضيفة".