بعد أن أثارت برامج "التوك شو" جدل الكثير من النقاد وأيضا المواطنين، تثور تساؤلات حول ما أحقية هذه البرامج فى السخرية والتعدى على شخص رئيس الجمهورية وما أحقية القضاء فى اتخاذ الإجراءات القضائية ضد مقدم هذا النوع من البرامج وإمكانية وقف بث القناة. فى البداية يوضح د. صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام أن هذه البرامج، أصبحت سياسة ساخرة ولولا تناقضات التصريحات لكبار السياسيين والإعلاميين وازدواجية القرارات والسياسيات، ما استطاعت أن تنتزع ضحكات المشاهدين وبالتالى لاياتى بشئ من عنده وعرضه للفكرة يتسم بالانتقائية لمضامين عرضت قبل ذلك ويتم التعليق عليها فى سياقها الجديد مما يثير الضحكات. ويضيف: لكن قد يعاب على بعض البرامج خروجها عن سياق الأدب دون أن يرتبط بالمضمون السياسى الممنهج وتعتبر البرامج السياسية الساخرة بها قضية مرتبطة بمرحلة ما بعد الإعلان الدستورى الذى من خلاله انقسمت البرامج إلى قسمين، برامج دينية تدعم الرئيس والحكومة وتدعم المشروع الإسلامى، أما البرامج الأخرى للقنوات الخاصة فى مجملها تعارض هذا المضمون وتكشف بعض الحقائق ما بعد الإعلان الدستورى ويظهر هذا فى تغطية بعض الموضوعات مثل قضية النائب العام وارتفاع الأسعار وأزمة السواتر وانقطاع الكهرباء والانفلات الأمنى. وعلى الجانب الآخر يقول د. خيرالله إبراهيم الخبير الإعلامى إن برامج التوك شو تتناول قضايا لها اتجاهات محددة وغالبا ما تكون اجتماعية ولكن بعد ثورة 25 يناير أصبحت المادة الإخبارية هى النقطة الجاذبة للمشاهدين ويليها الإعلانات التى تدفع وترفع عدد المشاهدين للبرنامج. ويكمل: كما أن معظم هذه القنوات هى فى الأصل تجارية والبرامج تخرج من خلال تلك القنوات لذلك تصنف ضمن البرامج الحوارية السياسية الساخرة، وبرامج التوك شو ليست حديثة العهد بالمشاهدين في مصر، فقد بدأت منذ الستينيات مع بداية التليفزيون المصرى الذى كان فى أساسه اجتماعيا، لذلك كان عليه أن يبدأ ببرامج اجتماعية والسؤال الآن هل يحق لهذه البرامج تناول الأخبار السياسية؟. الإجابة هى: إن تقديم المواد الإخبارية بهذه الطريقة التى تختلف من رؤية ووجهة نظر كل قناة عن الأخرى لأن كلا منها لها أغراض وأهداف على حسب كل قناة، كما أن هناك تجاوز ملحوظ من مقدمى البرامج ولا يوجد أى التزام بالأعداد والورق المكتوب "الاسكريبت"، أما عن جزئية هل يحق التدخل للقضاء من أجل الدفاع عن مكانة سيادية أو سياسية تتعرض للإهانة والإساءة إذا كانت إهانة مباشرة لشخصه وصفته لأن هذه البرامج تعكس الغضبة الشعبية التى يعانى منها الشارع المصرى.