كنا قررنا فى «روزاليوسف» أن نعد ملفًا كبيرًا عن «الثورة الساخرة» التى تضرب كل جنبات مصر، ويراها البعض لا تقل فى قوتها عن «ثورة الجياع» المرتقبة، لكن تلاطم الأحداث أخذنا وأخذ أبطال الملف معه، خاصة أنه وقت أن طلبنا حوارًا من البطل الأبرز فى الملف «باسم يوسف» كان فى أمريكا بمناسبة حصول برنامجه على جائزة أكبر برنامج حقق مشاهدة على «اليوتيوب» فى الشرق الأوسط.. المهم أننا قررنا مجاراة الأحداث والاستعاضة المؤقتة عن هذا الملف الكبير بموضوع موسع عن هذه الظاهرة التى تزيد احتقان الشارع وتسرع وتيرة الانتقال إلى المواجهات الدموية، لأنها تكشف وبحدة ما يحلم الفصيل الحاكم بإخفائه عن المصريين وخاصة البسطاء منهم!
لمن لا يعرف، ولمن يركز على الجانب الغربى فى هذه الثورة الساخرة، وتصورنا على أننا مجرد ناقلين ومقلدين لبرامج أمريكية وغربية وحتى إسرائيلية شهيرة، عليهم أن يعلموا أن لهذه الثورة الساخرة جذورًا فرعونية كبيرة، والبرديات والجدران تشهد على ذلك، حيث كان يحاصر المنتقدون فراعنتهم ويفضحونهم بالسخرية والتهكم من نكات لمقالات ناقدة وقصص ضاحكة منها الرمزية ومنها المباشرة!
وبعيدًا عن الأصل الفرعونى لظاهرة «الساركازم»، فإن هذا الاستعراض لهذه الحالة التى تشغل الرأى العام بين أغلبية مؤيدة بقوة وأقلية رافضة.. مع استدراك أن هذه الأقلية تؤيد البرامج الساخرة إسلامية التوجه.. لا يهدف بالمرة للدفاع عن «باسم يوسف» خاصة أن لصاحب العيون الخضر والحواجب التى لا تتوقف عن التحرك صعودًا أو نزولاً «ظهير أمريكى قوى جدًا».. وبهذه المناسبة فلهذا الدفاع الأمريكى عن باسم تحليلات وقراءات مختلفة برسائل متناقضة، لكن الهدف الرئيسى هو زيادة الحيرة فى الساحة المصرية، فالرسالة المباشرة التى أدركها الكل من الوهلة الأولى أن أمريكا رفعت يدها مبكرًا جدًا عن حليفها الإخوانى لصالح صديقها الساخر، الذى لقبه الساخر الأمريكى «جون ستيوارت» «بأخى باسم».. الدفاع الأمريكى عما وصفته بحرية الرأى لم يتوقف عند الحد الرسمى بل تجاوز إلى تخصيص هذه الفقرة المطولة من «ستيوارت» لدعم «باسم» وإعطاء «مرسي» درسًا فى الحضارة الفرعونية والعظمة المصرية والحرية من إعلامى أمريكي، ليكسر قاعدة أن فاقد الشيء لا يعطيه.
ومن الجمل التى كانت قوية للغاية وفضحت «نهضة مرسي»، وحملت عبقًا رسميًا بعد أن حملتها السفارة الأمريكية بالقاهرة وخارجيتها على موقعها الإلكتروني.. هل قبض مرسى على فاسدين أم مدمرى البنية التحتية أم قتلة الثوار ومعذبى المتظاهرين أم المتحرشين بالنساء فى ميادين الثورة ؟!.. لا إنها السخرية من الرئيس التى يصفونها بإهانة الذات الرئاسية، إنه يعمل فى هذا المجال منذ 15 عاما ولو فكر أى رئيس أمريكى بنفس طريقة مرسى كانت «فوكس نيوز» أغلقت منذ فترة طويلة !
وطبعا لن نسترسل فى فقرة «ستيوارت» التى أشعلت حماسة كل برامج التوك شو ومواقع التواصل، إلا أنه من الضرورى الإشارة إلى أن هذا جاء متزامنا مع تهديد هيئة الاستثمار لقناة السى بى سى التى تعرض برنامج «باسم» بسحب ترخيصها بسبب تطاولات باسم وتجاوزه للتقاليد والأعراف حسب اتهامات التهديد وأكيد هذا يعكس الفارق بين التعامل الأمريكى مع الفوكس نيوز ، والتعامل الإخوانى مع السى بى سي.. ولا يمكن أن نبعد عن هذه المقارنة فكرة أن الفوكس نيوز مقربة جدا للإدارات الأمريكية بالذات فى أوقات الأزمات، وأكيد معروف العلاقة بين السى بى سى والإخوان التى يلقبونها بقناة الفلول.
وعودة إلى الدفاع الأمريكى المفاجئ عن باسم على حساب مصالحه مع الإخوان، فإن واشنطن تريدنا أن نقتنع بهذه الرسالة، وأن هناك توترًا بين أمريكا والمحظورة الحاكمة، لتمسك بكل أطراف المشهد المصرى ، وخاصة الرأى العام الذى يرفضها فى كل الأحوال، وطبيعى أن يكمل حزب «اللاحرية واللاعدالة» والرئاسة الإخوانية التمثيلية بالتعبير عن الغضب من الموقف الأمريكي، حتى أنهم اتهموا واشنطن التى يتمسحون بها للحصول على قرض النقد الدولي، بأنها تدعم ازدراء الأديان رغم أن «جون ستيوارت» فضح مرسى الذى يصف اليهود بالقردة والخنازير، وبمن يريد الصيد فى الماء العكر.. بالتأكيد إننا نفرق بين الديانة اليهودية والصهيونية المجرمة والإسرائيليين القتلة المحتلين!.. لكننا كمسلمين ومسيحيين نؤمن باليهودية كديانة سماوية فلا يمكن التطاول عليها بهذه الطريقة خاصة ممن يلقب بأنه رئيس مصر «الإسلامى»، حتى لو كان فى وقت ما كان يردد هذه الكلمات المتجاوزة لم يكن يحلم هو وجماعته بالوصول لهذا المنصب، الذين اعتلوه فى غفلة من الزمن.
وهنا وجهة نظر تحترم، زاد اقتناع أصحابها بها مع الأسلوب العنقودى فى الدفاع الأمريكى القوى عن «حرية باسم» متجاهلين «حرية مصر» وأبنائها التى انتهكت فى زمن الإخوان، وهو أن كل هذا الحدث إلهاء للمصريين وتنفيس عن غضبهم المتصاعد فى مشاهد لا تستحق، خاصة أن هناك الأكثر تعقيدا، والدليل على ذلك أن النظام استغل الأزمة لرفع سعر أنبوبة البوتاجاز المدعمة من 2.5 جنيه إلى 8 جنيهات دفعة واحدة، وحول الأنظار عن قضية النائب العام غير الشرعي، وصفقات الإخوان وحلفائهم الحمساوية خلال أول اجتماع للمكتب والسياسى للحركة الإخوانية الفلسطينية إسرائيلية المنشأ فى مصر، والتطاول المستمر على المخابرات واستهداف تفكيكها والتشنيع عليها، وتحويل الأنظار عن خلية الحمساوية السبعة التى لا يعرف أحد مصيرها.
كل هذا.. وما خفى كان أعظم، خاصة أن هناك أنباء عن قبول مبدئ «من النظام الإخواني» لعرض إسرائيل تصدير الغاز لمصر من حقلها الجديد!.. من هذا المنطلق فمنطقى أن تكون هذه التمثيلية متكاملة الأبعاد وتستهدف الإلهاء بكل تعقيداته ، وبالذات بعد أن وضعوا «شيخ الأزهر» على لوحة النيشان بتلفيق حادثة تسميم الطلبة والنفخ فيها حتى إن طلبة الأزهر «الإخوان» سمحوا لأنفسهم باقتحام مكتب الإمام رغم أنهم هم أنفسهم الذين كانوا يتعاملون مع «مكتب الإرشاد» وكأنه قدس الأقداس وغضبوا من قيادات الجماعة لأنهم سكتوا على هذه التطاولات فى أحداث «موقعة المقطم»، وبالمناسبة من أبعاد خطة الإلهاء أن يشغلوا شبابهم فى معركة غاضبة ذات تعقيدات دينية وسياسية حتى لا يركزوا فى مخطط الانقلاب الداخلى على قياداتهم والذى كان فى أوجه بعد «علقة المقطم»!؟
كل هذه الأزمات كان كلمة السر فى تحويل الأنظار عنها دفعة واحدة.. «باسم يوسف».. لكن لا يعنى أن الإخوان يعتبرون برامج «الثورة الساخرة» صداعا فى دماغهم حتى قبل وصولهم للحكم وطبعاً أصبح مزمنا الآن، ولا ينفع معه أى مسكنات ويجب أن ينتهى خاصة أنه يكشف للبسطاء من ضحايا الزيت والسكر ما يتعرضون له من خداع إخوانى، بعيداً عن فذلكة برامج التوك شو النخبوية!
ولن ننسى أن «مرسي» نفسه اعتبر البرامج الساخرة «ثورة مضادة» ولن يسمح بها بعد الثورة كما قال فى حواره مع «عمرو الليثي»، وطبعاً قائمة «البرامج الساخرة» أصبحت مزدحمة خلال الفترة الأخيرة لما تحققه من إيرادات إعلانات كبيرة، كل القنوات فى حاجة لها الآن، حتى المتهمة بأنها قنوات غسيل أموال، وهذا ما «أجبر» «أحمد آدم» على العودة فى موسم جديد لتقليد «باسم» حتى فى تطاولاته على أصحاب قناته، فكما داعب «باسم» السى بى سى على فاصل الإعلانات الطويل والتأكيد على أنه لا يتقاضى شيئاً منه، داعب «آدم» السيد البدوى صاحب شبكة الحياة بأنه لن يسكت ولا يوجد له سقف للحرية حتى لو طال صاحب القناة الدكتور البدوى!
وغير «آدم» هناك «هانى رمزي» الذى يقدم برنامجاً مهما بصورة ما فى قناة فاترة للغاية معروفه باسم «إم بى سى مصر» فكان منطقيًا أن يلمع ويظهر خاصة فى ظل ضياع أى أثر لبرامج التوك شو بالقناة فى مفاجأة صادمة لمن كان يعجب «بمنى الشاذلي» الذى يتردد عنها رقم مليونى كبير تتقاضاه من القناة التى يشرف عليها زوجها!
وكما لكل منهم حالة خاصة خلقها مع جمهوره، كان «لعزب شو» حالته الخاصة جداً وبالذات مع برنامجه الأخير «قلة مندسة» الذى يهاجم فيه الحالى والسابق، وحقق من خلاله مشاهدة كبيرة رغم ارتباك الكتابة وتخبطه هو نفسه أحياناً باستثناء إبداعه فى تقديم شخصية وزير المالية الهارب «يوسف بطرس غالي» المراقب للأحداث المصرية من خلال برامج التوك شو الشهيرة!
وبالطبع عندما يذكر «توفيق عكاشة» فحدث ولا حرج.. فرغم أن برنامجه من المفروض أنه «توك شو» إلا أن أسلوبه وتعبيراته جعلت منه «باسم يوسف الفلول» إن اعتبرنا «باسم» ثوريًا، ورغم أن «توفيق» يتميز بما لديه من معلومات ورسائل ثبت مع الوقت صحتها وفق تصورات كثير من المصريين، إلا أنه صاحب حالة ساخرة تجد رواجًا كبيرًا بين شريحة من المصريين تلقب منذ الثورة بحزب الكنبة، وكان «عكاشة» أول من أخرج رواد الكنبة للشوارع بل بعضهم رفع صورته، وكان من هؤلاء نسبة شاركت فى المسيرات الداعمة لباسم، وبالتالى فهما الوحيدان اللذان حركا المشاهدين من غرف المعيشة والنوم والريسبشن للشوارع!
وللحق فإنهما ليسا الوحيدين بل هناك آخر لكن فى معسكر مضاد، وهو المهندس خالد عبدالله الملقب «بعكاشة الإسلاميين»، والذى لا تقل تطاولاته عن تطاولات «باسم» الذى يلقبه «بطفل بل كلب ساويرس»، ويتميز بأسلوبه المستفز المشمئز، وطبعا معارضو «مرسي» دائماً حاضرون فى برنامجه «مصر الجديدة» لقناة «الناس» التى هى من المفروض أنها «دينية»، ومن المواقف المتطاولة التى تبرز مدى أسلوبه المحترم خاصة أنه يقدم نفسه لنا كداعية، وصف الإعلام المهاجم لمرسى بأنه «إعلام الأنطاع» ويعايرهم على أنهم خرسوا عن الدفاع عن «باسم» وقت هجوم «مرتضى منصور» عليه!
ومن ألفاظ «خالد عبدالله» التى من المفروض أن يعاقب عليها القانون لو كان هناك نائب عام شرعى لا ينتقى البلاغات، قوله فى الدفاع عن محاصرى مدينة الإنتاج الإعلامى الذين أدخلوه من الأبواب الرئيسية وتعقبوا الإعلاميين الآخرين، بأن مرتزقة الأمن يحمون الطبال والرقاص والأراجوز والخائن والشيعى والملحد والحقير!.. الغريب أنه حاول قيادة مبادرة فى لقاء الإعلاميين الأخير ضد الكراهية، وكأننا نحن من نردد هذا السباب البعيد تماماً عن أخلاقيات ديننا الحنيف!
وللأسف ليس «خالد عبدالله» أو «عكاشة» الإسلاميين المثال المستفز الوحيد فى القنوات التى تصف نفسها بالدينية، بل إن هناك كثيرين وتصوروا مدى تطاولاتهم عندما نقول إن أعقلهم وأكيسهم «عاطف عبدالرشيد» صاحب برنامج «فى الميزان» بقناة الحافظ، الذى يلعب فى الغالب دور المحرض للضيوف ويتركهم يقومون بدور المتطاول، وكان له فتح خاص عندما لوح بوسادة عليها صورة باسم يوسف ردا على الوسادة التى لوح بها باسم «لمرسي»!
وهناك نماذج من نوعية «خميس» الذى أصبح شبه فقرة ثابتة فى برنامج «باسم» بعباراته المثيرة، لكنها لا تساوى شيئا لو قارناها بعبارات مرسى التى يتحفنا بها فى كل خطاب رئاسي، حتى إن الكاتبة «فاطمة ناعوت» لاتتصور أن مستواه يصل إلى هذا الحد المتدنى من الثقافة، خاصة أنه حاصل على دكتوراة فى مجال علمى صعب، ووصل بها الأمر الى القول بأن مرسى يتعمد ذلك حتى يشغلنا عن إجراءات خطتهم للتمكين، وطبعا الأمثلة كثيرة ولكن آخرها حديث الأصابع والحارة المزنوقة والقرداتى وغلطاته فى اللغة الإنجليزية والشعر والتاريخ وغيرها!
لكننا سنعمل بالنصيحة المرسية «دونت ميكس» ونعود لاستعراض قائمة الساخرين من المعارضة ومن مرسي، ووصلنا إلى عمدتهم الذى رضع حتى السادسة من عمره بصفته وكيل العمودية، وهو النائب السابق «محمد العمدة» الذى أصبح مؤخرا من نجوم قناة مصر 25 المسلطة صواريخها ضد المعارضة، وطبعًا من المفروض أن نذكر أبو إسلام حتى لا يضيع فى زحام الأسماء الساخرة، لأنه تجاوز كل الحدود ولايمكن وصفه بالساخر.. وكأن ديننا لم يقل لنا وجادلهم بالتى هى أحسن، فهو له أسلوب قبيح، وأفصح عن ميوله عندما قال إن القطريين سيشترون مصر غصب عن عين كل المصريين الرافضين!!
من الواضح خلال الفترة الأخيرة وبإيعاز من تصرفات وممارسات مرسى وجماعته أو للدقة مكتب الإرشاد ومندوبه فى الرئاسة، تحول كثير من الأسماء من التوك شو بمعناه وإطاره المعروف إلى الحكى بشكل ساخر مع تسيد «الساركزم» للمشهد الغبى الذى نعيشه منذ أشهر، وطبعا إبراهيم عيسى الأنجح فى هذا النموذج.. ومجرد ذكر اسمه يثير هيستريا عند الإخوان وحلفائهم الإسلاميين، وهو أصبح مثل باسم وأقوى فى أحيان كثيرة خاصة أنه 5 أيام تقريبا فى الأسبوع وإبداعه التمثيلى ولغته المتمكنة واستشهاده بإسقاطات من الأغانى والأفلام تجعل لعيسى عبقًا خاصًا جدا.
وعلى نفس الشاكلة يأتى يوسف الحسينى وجابر القرموطى نجما قناة «الأون تى في» بتحقيق برنامجيهما مشاهدة عالية جدا خاصة أن لغتهما تعبر عن الشارع بلا أى سقف، وتشعر بأن القرموطى ينقل أوجاع الناس أكثر من أى أحد آخر لذلك كان التالى بعد «باسم» فى الملاحقة والتربص الإخواني، وكانت التهمة مختلفة هذه المرة حتى لاتغضب أمريكا عليهم أكثر وأكثر بترديد معلومات مغلوطة تمس الأمن القومى المصري، أحيل القرموطى إلى نيابة أمن الدولة العليا التى كان يحال إليها الإرهابيون.. لأنه بمنتهى البساطة يقف فى وجه التمكين الإخواني!
أكيد عندما تقوم الدنيا ولن تقعد بسبب ملاحقة القرموطى وتدافع عنه أمريكا، سيقول الإخوان أن واشنطن تقف بجانبه لأنه كلب من كلاب المسيحى اللعين ساويرس الملاحق هو الآخر، ولكن بوسيلة أخرى هى الضرائب، رغم أن المرضى عنه رشيد محمد رشيد فى طريقه للعودة لأنه حبيب الأتراك وحسن مالك.. متجاهلين أنه رمز من رموز النظام السابق!
الثورة الساخرة لن تتوقف أبدا طالما استمر الإخوان على سدة الحكم، وملاحقة الإعلاميين لن ترجعهم عن قول الحق لأن المكسب الوحيد لثورة يناير هو الوقوف فى وجه الكبير مهما كانت قوته دون خوف طالما معك الحق.. طبعا نعتب على «باسم» لاستخدامه عبارات وإيماءات وإشارات غير أخلاقية بالمرة وجنسية لا تناسب البيوت المصرية، حتى لو كانت تناسب لغة الاعتراض فى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها أصبحت وسيلة لوقيعة الإسلاميين بين الرأى العام وباسم لكنها لا تصل لازدراء الأديان كما يدعون!
أكبر نكتة أثبتها النظام وإخوانه أن مرسى الذى يكرر فى كل طلة له أنه رئيس لكل المصريين، لم يحرك له ساكن فى أزمة «باسم» إلا عندما غضبت أمريكا أو هكذا صورت للمصريين حسب التمثيلية، وقالت الرئاسة المصرية كذبا ان النائب العام مستقل وأنها لم تقاضِِ باسم! السؤال الآن: هل تسبق الثورة الساخرة الانقلاب العسكري، أو بالأحرى الانعدال الذى تدعو له بعض التيارات، بتعجيلها ثورة الجياع خاصة أن وتيرة تصاعد الاحتقان فى الشارع لا تتوقف، لكن فى نهاية هذا الموضوع المطول لدينا تساؤل أخير: هل عندما يسخر عيسى أو باسم أو القرموطى أو الحسينى أو عكاشة أو حتى زلطة أو آدم أو هانى من مطالبة الإخوان التخلص من شيخ الأزهر بسبب طبيخ فى المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، متجاهلين خطايا مرسى المسئول عن كل صغيرة وكبيرة فى مصر، واستعرضوا أزمة أنبوبة البوتاجاز بعد ارتفاع أسعارها فى هذا الوقت الصعب، وكشفوا للناس خلفيات جلسة الرئيس مع لاعبى منتخب الشباب والمكافآت التى وافق عليها وإيفيهاته المثيرة، وتحدثوا عن أسرار اجتماع المكتب السياسى لحماس ووساطة الإخوان لرأب الصدع بين حماس والجيش الرافض لها لأن حماس والإخوان يتجاهلان حق دم شهداء رفح! هل كل هذا يكون المخطئ فيه الساخر لا المسئول عن الحدث؟!!.. أظن الإجابة محسومة! لك الله يا مصر!