تكثر الإصابات الناجمة عن التسمم الغذائي في فصل الصيف بسبب فساد الأغذية، وتكاثر الجراثيم فيها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في هذا الفصل. كما يعتبر التسمم الغذائي أحد الأسباب الرئيسة لكثير من الأمراض، سواء ما ينتج عنه من سوء التغذية، أو توقف النمو، أو قلة المقدرة على مقاومة الأمراض. ويؤكد الدكتور عمرو مطر أستاذ واستشاري التغذية الإكلينكية ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية ومحاضر بالجمعية الأوربية للتغذية والتمثيل الغذائي أن الطعام من الممكن أن يفسد بعدة طرق فإذا كانت المكونات المستخدمة فيه خاطئة، وطول فترة التخزين بالإضافة إلى استخدام أوعية غير صحية، وعدم نظافتها جيدًا. كذلك قد يتلوث الغذاء نتيجة تعرضه للطفيليات والميكروبات، خاصة إذا كان مكشوفًا، فمن الممكن أن يقف عليه الذباب، ومن الممكن أن يكون العاملون على تحضير الطعام وتقديمه لديهم أمراض معدية كأمراض الجهاز الهضمي والأميبا والطفيليات من الممكن أن تنتقل للطعام بالإضافة إلى أن المياه نفسها المستخدمة في إعداد الطعام أو غسيله قد تكون ملوثة. ويوضح دكتور عمرو أن حالات التسمم قد تكتشف وقد لا تكتشف، والمكتشفة التي يعرفها الإنسان قبل تناول الطعام ممثلة في تغير الطعم والرائحة واللون أو إحساس بالطعم الحمضي أو المالح عند تناوله، كذلك عند فتح المعلبات فقد نجد انتفاخًا في الغطاء أو ظهور فقاعات صغيرة عند فتح العلبة، أو صدور رائحة كريهة أو غير مستحبة عند فتح العلبة، مشيرًا إلى أنه لتجنب فساد الطعام يجب الكشف الدوري على الأطعمة من خلال أخذ عينات منها خاصة لو كان الأكل مخزونًا، ويفضل أن تكون كل وجبة يتم تحضيرها في وقتها، ولا نلجأ لتخزينها، وإذا لزم الأمر يتم تخزينها في درجة حرارة مناسبة، فالخضر والفاكهة يتم وضعها في الدرج الأسفل من الثلاجة لحرارته العالية واللحوم المجمدة كثرة دخولها وخروجها يعرضها للبكتريا، فهناك طرق عديدة للحفظ بالتمليح أو التخليل أو داخل المبردات. وتؤكد الدكتورة لبنى الحديدي استشاري طب الأطفال والتغذية العلاجية بمعهد التغذية أن أهم مايميز الطعام رائحته وطعمه فالمواد الكربوهيدراتية كالنشويات والسكريات (الكشري، والكسكسي، والأرز) لابد من حفظها جيدًا داخل الثلاجات، خاصة مع ارتفاع حرارة الجو، فعدم حفظ الطعام جيدًا يعرضه للبكتريا التي تنتقل إليه وتتكاثر، ومهما أضيف له مكسبات طعم أو بهارات إلا أن طعمه يكون مغايرًا للأكل الصحي، ويظهر أكثر في المواد البروتينية، فبالقرب من منطقة العظم يظهر فساد الطعام. وتنصح الدكتورة لبنى بعدم أكل المواد الجاهزة بكثره خارج المنزل، خاصة في فصل الصيف، فهناك أنواع من البكتريا تظهر أعراضها بعد 6 أو 8 ساعات، وهناك بكتيريا تظهر في اليوم الثاني من تناول الطعام، مشيرة إلى أن الأعراض تتمثل في صداع ودوار وقيء وإسهال، وعدم القدرة على الابتلاع، وشلل في الجهاز التنفسي، وتختلف أعراض الإصابة وارتفاع الحرارة وشدتها والفترة الزمنية اللازمة لظهور الأعراض المرضية، حسب أنواع ومسببات التسمم، وكمية الغذاء التي تناولها الإنسان، ومن الممكن أن يكون هذا التسمم الغذائي قاتلًا؛ لأن البكتيريا لا رائحة لها، ولا يمكن رؤيتها، وترى أنه على ضوء أخذ العينة من الطعام المسسم نعطي المريض الدواء كل حسب حالته.