رصدت "بوابة الأهرام" ساعات من الاشتباكات العنيفة وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والخرطوش والاعتداءات التي تعرض لها العشرات من بين المتظاهرين ورجال الأمن بعد تصاعد حدة الأحداث وتعامل الأمن بعنف اشتدت وطأته مع قدوم اللواء سامي الميهي، مدير الأمن الجديد. كانت الاشتباكات، قد تصاعدت، فى ساعات مبكرة من صباح اليوم، مع تمركز عدد كبير من تشكيلات الأمن المركزي بعد تظاهرات بدأت عقب صلاة الجمعة قام خلالها مجهولون بإلقاء مولوتوف على أحد مكاتب المحافظة، لتبدأ بعدها القوات بإطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع، مما تسبب في تصاعد المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، واشتدت حدتها مع قيام الأمن بإطلاق خرطوش تسبب في إصابة العشرات، وتم نقل عدد كبير منهم للعلاج بالمستشفى الميداني بمقرات التيار والتحالف الشعبي القريبة من الميدان. وتصاعدت الأحداث أكثر مساء الجمعة بين المتظاهرين وقوات الأمن، مما تسبب في وقوع العشرات من المصابين بطلقات خرطوش والاختناق نتيجة استتشاق مئات القنابل المسيلة للدموع، وحدث حصار لمقر التيار والتحالف الشعبي المتواجد بمحيط الاشتباكات، واحتشد العشرات داخل المستشفى الميداني وعجز الشباب عن توصيل أي مساعدات طبية بعد نفاذها لعلاج المصابين. ومع تصاعد المشهد وتحول منطقة المواجهات إلى حرب شوارع ووسط استغاثات المتواجدين بمقرات التيار والتحالف الشعبي وعشرات المصابين تعرض محمد رفعت أمين حزب الوفاق القومي للإصابة وتمت معالجته، كما تعرض محمد السعيد صحفي بجريدة ولاد البلد الإقليمية ومراسل المصريون للاعتداء من قبل مجهولين سكبوا بنين عليه وحاولوا إشعال النار به أثناء تغطيته للأحداث. وفوجئ المتواجدون بالمقر بمشهد سحل أحد المواطنين تم نقله عبر إحدى القنوات الفضائية، أعقبه مشهد قيام مدرعة تابعة للشرطة بدهس شاب بعد تجمع المتظاهرين تبين إصابته الجسيمة بالرأس وتم نقله على الفور للمستشفى الدولي وسط هتافات "الشهيد حبيب الله". تجمع العشرات بالمستشفى وتم استدعاء أسرته وتبين أنه يدعى حسام الدين عبد الله عبد العظيم (خراط) ومقيم بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا، وأكدت أسرته في تصريحات لوالده أنه ليس له علاقة بالتظاهرات وأنه كان متوجهًا لشراء فاكهة من منطقة السوق القريبة من الأحداث وحدث ما حدث. وأشار والده أنه متزوج ولدية طفلة تدعى ملك تبلغ من العمر عام ونصف، تواجدت بالمستشفى غير مدركة ما يحدث واكتفت بدموع من عينيها تأبى النزول وسط باقي أفراد أسرتها. فيما أعلنت مديرية الأمن صباح اليوم السبت، في بيان لها تجاهل سبب مقتل حسام أنه وصل للمستشفى الدولي جثة هامدة نتيجة إصابته بإشتباه كسر بالجمجمه ونزيف بالمخ والبطن وسحجات متفرقه بالجسم واسترواح هوائى بالصدر (وجود هواء أوغاز داخل القفص الصدري). وأضاف بيان المديرية أنه تم القبض على 28 شخصًا من مثيري الشغب فجر السبت، وكان مدير الأمن قد صرح بأنه تم ضبط شباب من المحلة وسمنود بين المتظاهرين قاموا بأعمال البلطجة والعنف الأمر الذي استهجنه عدد من النشطاء من توجيه تهمة البلطجة لشخص لمجرد أنه من مدينة مجاورة. تسود اليوم السبت حالة من الهدوء المتوقع أن يسبق العاصفة مع انتظار تسليم جثة عبدالعظيم بعد معاينة النيابة والتقرير النهائي للطبيب الشرعي، لتشييع الجثمان والذي من المقرر أن يقيم له المتظاهرون جنازة مهيبة تخرج من مسجد النصر، وسط مخاوف من اشتعال الأحداث مرة أخرى.