أصدرت مجلة الإيكونوميست عددا خاصا بمناسبة العام الجديد بعنوان "العالم فى 2013"، وحملت الافتتاحية عنوانا استقرائيا للأوضاع الاقتصادية فى مصر، التى تتأثر بشكل واضح منذ ثورة 25 يناير بالأوضاع السياسية، حيث جاء العنوان "مصر فى 2013.. استمرار التحديات الاقتصادية أم استقرار ونهضة؟". ورصدت الإيكونوميست فى العدد التطورات والتوقعات فى القطاعات الاقتصادية الأساسية، التى تمثل قاطرة النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفى مقدمتها قطاع الإسكان، حيث انتهى حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين والخبير فى قطاع الإسكان، إلى أن أزمة الإسكان فى مصر سببها الرئيسى سوء الإدارة وطريقة التعامل مع الأزمة، وقدر ما تحتاجه السوق المصرية من إنشاء وحدات سكنية جديدة بنحو 600 ألف وحدة سنويا، وفقا لعدد الزيجات السنوية، التى يصل نصفها فى المدن والنصف الآخر فى الريف. وتصدرت السياحة مقدمة الموضوعات بملف المجلة، على اعتبار أنها ليست فقط المورد الرئيسى للنقد الأجنبى للاقتصاد المصرى، بل وأيضا، وفقا للمقال التحليلى للكاتب والخبير السياحى مصطفى النجار، مدير تحرير الأهرام، فإن السياحة تدفع معدلات الأداء والنمو فى أكثر من 90 منتج وخدمة تعتمد اعتمادا كبيرا على انتعاش حركة السياحة، إضافة إلى أنها تحقق عدالة فى توزيعها إيراداتها بشكل تلقائى، بدون تدخل الدولة، حيث يستفيد منها سائق التاكسى وأيضا المرشد السياحى، مرورا بالمنشآت الفندقية والسياحية، والعاملين بها، إلى جانب المطاعم وأتوبيسات السياحة والعاملين بالمزارات ... إلخ. النجار، الذى اختار "مستقبل السياحة المصرية فى 2013 الأزمة مستمرة" عنوانا لمقاله، رصد مؤشرات مهمة تعكس التطور الكبير الذى شهده قطاع السياحة ليتوقف عند محطة مهمة بلغتها السياحة المصرية فى 2010، حيث قفزت مصر إلى المركز ال18، ودخلت نادى الكبار فى قائمة الدول الأكثر جذبا للسياحة بأرقام مهمة، حيث سجلت 14.5 مليون سائحا، بإيرادات 12.5 مليار دولار وهو الرقم الأكبر فى تاريخها، لكن -كما يرصد الكاتب- فقد تراجعت الأرقام فى 2011 إلى نحو 9.8 مليون سائح بايرادات 8.7 مليار دولار ، ويضيف أنه رغم التوقعات بان تسترد السياحة عافيتها فى 2012 إلا أن التراجع استمر، وانهارت الحجوزات لتتراوح ما بين 10 إلى 15 % فقط فى المتوسط، فيما عدا الغردقة وشرم الشيخ، حيث بلغت نحو 45 % وبأسعار متدنية بشكل واضح، لكن المشكلة ليست فيما تحقق خلال العامين الماضيين من خسائر للسياحة والاقتصاد المصرى جراء ذلك، وفقا لمقال مصطفى النجار، لكن المشكلة فى أن الحجوزات المستقبلية ماتزال متأثرة بشدة ومتدنية للغاية، كما أن منظمى الرحلات السياحية فى العواصم العالمية ألغوا كثيرا من الحجوزات إلى مصر، نتيجة تدهور الأوضاع السياسية، وحالة عدم الاستقرار، وبالتالى فإن موسم الشتاء الحالى، وكذلك الربيع وربما الصيف قد تستمر فيها الأزمة، خصوصا أن شركات الطيران الشارتر قدج الغت كثيرا من جداولها إلى مصر، وباتت إعادتها تمثل أمرا بالغ الصعوبة، ناهيك –والكلام مايزال للنجار– فإن الأمر الخطير أن شركات الطيران المنتظم العالمية ألغت ما يقرب من 20 ألف كرسى طيران إلى مصر أسبوعيا، خلال الأشهر الأخيرة بدءا من ديسمبر الماضى والخطورة فإن هؤلاء هم أصحاب الإنفاق المرتفع. ويكتب فى عدد الإيكونوميست الخاص أيضا هشام عز العرب، رئيس البنك التجارى الدولى، الذى يرصد استقرار وتقدم نتائج الجهاز المصرفى ومساندته للاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية، وتماسك البنوك وتحقيقها نتائج قوية رغم هذه الأوضاع الصعبة.