طالب عدد من المواطنات والحقوقيات والناشطات السياسيات بأن يتم اليوم الجمعة وبالتزامن مع المظاهرات التي ستنطلق اليوم بعد توقيع وثيقة الأزهر إطلاق وثيقة مماثلة للتنديد بحالات التحرش والاغتصاب التي تعرضت لها العديد من الفتيات بالتحرير أخيرا. وطالبت مواطنات بعودة شعار " البنت دي أختي.. حمايتها واجب عندي" الذي رفعه الشعب في أعقاب ثورة 25 يناير وفي فترة الانفلات الأمني. وأكدت د. نادية حليم- أستاذ علم الاجتماع ومديرة برنامج بحوث المرأة بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية –فى تصريحات خاصة لبوابة الأهرام، ضرورة الالتزام بهذا المطلب انطلاقا من حق كل مواطن سواء رجلا أو امرأة أن يتمتع بحقه فى التظاهر السلمى بأمان، وحقه على المجتمع أن يحترم ذلك. و أشارت إلى أن هؤلاء المعتدين، والتى وصفتهم بالمخربين، هدفهم إيصال رسالة معينة إلى المراة مفادها أنه ليس من حقك النزول أو التظاهر، واستبعدت أن يكون أحد من الثوار قد قام بهذا، وأضافت مستحيل أن يكون الشباب المحبين لبلدهم ممن شاركوا فى ثورة 25 يناير قد صدر منهم هذا التصرف مناشدة هؤلاء الثوار الدفاع عن أخواتهن، كما كان يحدث فى الثمانية عشر يوما الأولى للثورة. وأكدت حليم أن الدوافع وراء التعدى على المرأة فى ميدان التحرير قد تختلف من مرة لأخرى، وأشارت إلى أن من يطلق عليهم بلطجية ممن يقوموا بعمليات التحرش بالمتظاهرات هم نفسهم أطفال الشوارع، والذين نادينا منذ سنوات بخطورتهم فى المجتمع، فميادين مصر استوعبت 2 مليون من أطفال الشوارع، وليس من المعقول أن يبحث هؤلاء عن مصلحة الوطن بل على العكس، سوف يستجيبون لعمليات تحريض ضد الفتيات المتظاهرة. وناشدت الدكتورة نادية جميع الفتيات حين نزولهن إلى الميدان السير فى مجموعات وفى حماية فريق آخر من الشباب يستطيع التدخل وقت الضرورة. أما نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، فترى أن العنف بشكل عام يستهدف إثارة الخوف لدى المواطنين وتفريغ الميادين، مشيرة إلى أن التحرش في المسيرات والتظاهرات سياسي وممنهج، و هو أحد الأسلحة المعروفة لدى الأنظمة الاستبدادية ضد المعارضة و التى تبدأ بالتحرش وتصل إلى الاغتصاب. وتقول سناء مصطفى – ناشطة سياسية – إن ما يقع من حوادث اعتداء ضد الفتيات فى ميدان التحرير هو نتيجة طبيعية لحالة الانفلات الأمنى الذى تعيشه البلد،و تضيف لبوابة الأهرام أن القوانين الرادعة لمثل تلك الحوادث ليست فاعلة لكن هذا لن يهدد المرأة، وستظل نساء مصر فى الميادين تطالب بحقوقها وتدافع عن أهداف الثورة. وتضيف سناء أن المرأة هى التى دفعت بأبنائها ورجالها إلى الميادين و لا أحد يستطيع أن يحبطها أو يقهرها. و قد تلقت "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" 19 بلاغاً، بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير، وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب في عاهات مستديمة، وقامت المجموعة بالتدخل في 15 حالة منهم، وأخرجت السيدات من دوائر الاعتداءات، وأوصلتهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقي الخدمة الطبية اللازمة.