أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أن المؤتمر الدولى للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا نجح فى الحصول على تعهدات من عدة دول بمبالغ تجاوزت المليار ونصف مليار دولار لتوفير المتطلبات الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين حتى يونيو المقبل، وهو ما اعتبره الشيخ خالد الصباح الحمود الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتى منسجما مع الهدف الذى وضع للمؤتمر. واتفق الصباح وبان كي مون فى مؤتمر صحفى مساء اليوم عقب اختتام المؤتمر الذى شاركت فيه 59 دولة إلى جانب منظمات عربية ودولية وإقليمية ومنظمات غير حكومية على نجاح المؤتمر الذى جسد حرص المجتمع الدولى على تلبية احتياجات الحد الأدنى والخدمات الأساسية التى يفتقر إليها اللاجئون والنازحون السوريون سواء فى الداخل أو فى دول الجوار. وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتى، أن الهدف من المؤتمر هو إنسانى بحت ورسالة إنسانية تسعى لتوفير أكبر قدر ممكن من الدعم لتخفيف المعاناة المتفافمة للشعب السورى. من جهته، ذكر بان كي مون أن المؤتمر نجح فى حشد تبرعات تتجاوز ال1.5 مليار دولار، بما فى ذلك 184 مليون دولار جمعتها المنظمات غير الحكومية بمنطقة الخليج ووصفه بأنه الأكبر فى تاريخ الأممالمتحدة من حيث تقديم تعهدات بهذا الحجم، وعبر عن أمله فى أن تشكل هذه التعهدات رسالة سلام وأمل للشعب السورى، مؤكدا أن الأممالمتحدة سوف تضمن استخدام هذه الموارد بطريقة أكثر كفاءة. وقال إن الشعب السورى لا ينبغى أن يشعر بأنه بمفرده فى مواجهة الأزمة، ودعاه إلى الاستمرار فى الصمود حتى يتخلص من براثن الأزمة التى تحيط به منذ أكثر من عامين. وحث بان كى مون دول الجوار لسوريا بالوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بإبقاء الحدود مفتوحة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين فى ظل تصاعد أعمال العنف والتى أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 60 ألف سورى وتهجير مئات الألوف، لكنه أكد أن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تكون بديلا عن الحل السياسى الذى يستوجب توحيد رؤى الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى. وأكد بان كي مون أن وحدة المجلس من الأهمية بمكان، ويجب أن تكون مفتاحا لحل الأزمة السورية، ودعا إلى ما وصفه بالفجوات بين أعضاء المجلس بخاصة الدول الخمس الكبرى التي يجب أن تتحمل مسئوليتها من منطلق شعورها بالحس الإنسانى، محملا فى الوقت نفسه الرئيس بشار الأسد وحكومته مسئولية تفاقم أعمال القتل التى طالت الأمهات والأطفال والشباب. وقال كي مون إن بشار مطالب بأن يصغى لنداء الشعب السورى لتحقيق السلام والديمقراطية، مشددا على ضرورة أن تتوقف كافة الاطراف عن ارتكاب المجازر ضد المدنيين وتجنب العنف وشدد على أن الحل السياسي هو المدخل لتحقيق طموحات الشعب السورى. وبدوره، عبر الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتى عن قناعته بأن استمرار الأزمة السورية فى ظل تفاقم أعمال العنف لا تهدد دول الجوار فحسب، إنما المنطقة والعالم أجمع. ولفت الشيخ صباح إلى ضرورة قيام دول الجوار بتقديم العون للاجئين والنازحين فى إطار تكاتف المجتمع الدولى لتخفيف معاناة الشعب السورى، فى الوقت الذى ينبغى فيه المضى باتجاه الحل السياسى لتحقيق تطلعات الشعب السورى.