"اللهم اكفني شر أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم"، "احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة"، "الخل الوفي من المستحيلات الأربعة".. عبارات ليست وليدة المصادفة لكنها نتيجة خبرات وتجارب ومواقف عديدة بالفعل. "اللهم اكفنا شر الصديق".. بهذه الكلمات بدأت العروس الحسناء سرد تفاصيل رحلة عذاب استمرت عاما واحدا كانت كالدهر ذاقت خلاله كل صنوف العذاب والهوان وكانت بطلة مأساتها صديقتها "الأنتيم"، التي ألقت بها في التهلكة. وقالت: تعرفت عليها منذ نعومة أظافري جمعتنا أيام الدراسة في جميع مراحل التعليم حتى الجامعة التحقت بكلية الهندسة، وكانت أقرب لي من شقيقتي الوحيدة وأكلنا وشربنا معا حتى الملابس كنا نتبادلها معا، ومن فرط حبنا لبعضنا اقتربنا في الشكل والملامح، لدرجة أن الكثيرين كانوا يعتقدون أننا شقيقتان، ومرت سنوات الدراسة بحلوها ومرها وحصلنا على بكالوريوس الهندسة، وآمال عديدة تحبو بداخلنا عن العمل والوظيفة والسفر والزواج وفارس الأحلام وغيرها. وبدأ يطرق بابي طوابير من الشباب، فأنا كما قالوا عني امتلك وجها ملائكيا، ووالدي طبيب مرموق، بينما والدتي تعتلي مركزا مرموقا بأحد البنوك الكبرى، وأنتمى لعائلة عريقة، وكلما تقدم عريس لخطبتي أسرعت لصديقتي وحدثتها عنه، وكانت دائما تقنعني برفضه، فأنا أستحق الأفضل وكنت أستجيب لنصائحها دون تفكير. ومر عامان تقدم لخطبتي خلالها زهرة الشباب من وكيل النيابة إلى مستشار إلى طبيب إلى مهندس وغيرهم.. وكان رفضي لهم لأن صديقتي الوحيدة طلبت منى ذلك، حتى فوجئت بها ذات يوم تزف لي البشرى أن ابن خالتها الذي يمتلك معملا للتحاليل الطبية يرغب في الزواج منى، وهددتني بقطع صداقتنا إذا رفضت الزواج منه، فهو مثار إعجاب كل الفتيات، إلا أن قلبه لم يدق إلا عندما رآني مع ابنة خالته. وفوجئت بأسرتي تقف لهذا الزواج بالمرصاد، أين ذلك العريس ممن تقدموا لى؟، ولكن بضغط من صديقتي، وقفت لأول مرة في حياتي أمام رغبة والدي، وصممت على الزواج من طبيب التحاليل، وتم الزواج خلال ثلاثة أشهر، وكأن والدي كان يودعني إلى مثواي الأخير، ووالدتي من خلفه تحمل نعشى. وجاءت ليلة الزفاف ودخلت "سجن الزوجية" وفوجئت بعريس، يتهرب منى كلما اقتربت منه، وكأن جسدي بداخله ماس كهربائي، وحاولت أكثر من مرة حتى فوجئت به يدفعني بقسوة على الأرض ويضربني، وفوجئت به ينام في غرفة أخرى بمفرده، وطلب منى عدم النوم بجواره وإلا سيكون مصيري الموت. بعدها خاصم النوم جفوني حتى راح هو في نوم عميق، وفوجئت به يصدر أصواتا وهو نائم ويتشاجر ويضرب ويصرخ وتيقنت أنني في مستشفى المجانين، وما زاد الطين بلة عندما شاهدته يمشي وهو نائم وتارة ينام في شرفة الشقة وأخري في المطبخ. وأخفيت مصيبتي على أسرتي وعندما عاتبت صديقتي قالت إن أزمة نفسية بسيطة تنتابه هذه الفترة، وإن شاء الله سيكون أفضل في المستقبل، وتحاملت على نفسي وتلفعت بالصبر ومعه طرقت أبواب الأطباء، وبعدها غرست صديقتي الشيطانة فى رأسي أفكاراً مسمومة، أن زوجي مسحور، وسلكت طريق الدجالين والمشعوذين، حتى حدث ما أسكن الحزن في نفسي، عندما قرر والد زوجي تسفيرنا بصحبته لإحدى الدول العربية للعمل هناك، ووافقت بضغوط من صديقتي وأوهمتني بأن السفر يفك السحر، وعندما يؤدى العمرة سيكون أفضل. وسافرت بصحبته وهناك تجرعت كل كئوس المرارة والألم، حيث انفرد بي زوجي، وكلما وقع بصره على طرحني أرضا وسدد لي اللكمات والضربات، وكان يجبرني على أكل الطعام الفاسد، ويحبسني داخل الغرفة، دون أكل أو شرب، وحلق لي شعر رأسي، وذات مرة كسر لي ذراعي اليمنى، وأصابني في مختلف أجزاء جسدي، حتى فوجئت به ليلا يمسك بسكين، ويحاول ذبحي، وهرولت كالمجنونة إلى الجهات المسئولة في البلد العربي لمساعدتي في العودة لمصر بعد عام كامل من العذاب والهوان، ووقع الخبر على عائلتي كالصاعقة. وأسرعت للمحكمة، وقررت المحكمة عرض الزوجة العذراء علي الطب الشرعي، وأكد التقرير أن الزوجة بكر، رغم وجودها مع زوجها في عش الزوجية لمدة 16 شهرا، وقد قضت المحكمة بتطليقها، وإلزام الزوج بدفع كل المستحقات الزوجية لها.