أكد السفير الدكتور هشام محيي الدين ناظر، سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، أن العلاقات المصرية-السعودية علاقات متميزة على كل المستويات، سواء على مستوى القيادة العليا، أو الوزراء أو التعاون بين وزارتي الخارجية أو الأجهزة الأمنية أو على المستوى الشعبي، حيث يربطهما الكثير من علاقات القربى وصلات الرحم، نافيا أن يكون هناك تنافس بين البلدين. جاء ذلك خلال المحاضرة، التي ألقاها السفير، الليلة الماضية في صالون الأوبرا، حيث شدد السفير ناظر قوله "إنه لا يوجد ما تتنافس البلدان عليه، وإن كان الأمر مقصودًا به حل المشاكل.. فأهلا وسهلا بالمنافسة في هذا الأمر". ودلل على متانة العلاقات بين البلدين بالأرقام، التي تثبت حقيقة هذه العلاقات، بحجم الاستثمارات السعودية الضخمة في مصر، وما يقابلها من استثمارات مصرية كبيرة في المملكة. كما أشار إلى عدد المصريين المقيمين في المملكة للعمل، والذين يصل عددهم لأكثر من 1.4 مليون مصري، يقابلهم أكثر من 400 ألف مواطن سعودي يقيمون في مصر بصورة دائمة، بالإضافة إلى أكثر من 400 ألف سعودي، يأتون إلى مصر بصورة مؤقتة خصوصا في فصل الصيف. وأشار أيضا إلى أن هناك أكثر من 600 ألف مصري ومصرية يذهبون إلى المملكة من أجل العمرة كل عام.. وإن هذه الدلالات الرقمية تكفي للدلالة على أن العلاقات بين البلدين متميزة وراسخة. وأكد أن هناك ضرورة إقليمية وقومية لتميز العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى مقولة تحليلية مهمة جدا مفادها أنه كلما قويت العلاقة بين البلدين زاد وضع المنطقة نموا واستقرارا وازدهارا. مستشهدا - لتأكيد تلك المقولة - بتطور العلاقات الدولية منذ عصبة الأمم وانتهاء بإنشاء منظمة الأممالمتحدة، والمبادئ التي أرستها من أجل حفظ الأمن والسلم الدوليين. مشيرا إلى أن الأممالمتحدة جاءت تعبيرا عن الشعوب لا الدول، كما أنها اهتمت بالشعوب المكافحة وضمان عدم التدخل في شئون الدول الأخرى. وشدد السفير على أن تدهور وضع العلاقات الدولية في الوقت الراهن يفرض على البلدان العربية، خصوصا مصر والمملكة العربية السعودية، الوحدة والتنسيق العميق، لاسيما أن التدخل في شئون الدول الأخرى يتم بوسائل متعددة، إضافة إلى التقدم التكنولوجي، الذي بات يلعب دورا هائلا في تخطي الحدود بين الدول وتقليص سيادتها على حدودها. وقال ناظر إن الوضع الحالي يفرض على مصر والمملكة أن يتعاونا لحماية نفسيهما وشعبيهما والمنطقة ككل. أضاف: "لا يوجد أمان لأي دولة عربية في المنطقة ما لم نتحد وما لم نعرف ما يحيط بنا، كما أن الأخطار المحيطة تحتم علينا التعاون والتآلف". وتناول السفير السعودي خلال محاضرته، بعض هذه الأخطار خصوصا ما أطلق عليه "خطر التفتيت" الواضح للوجود العربي، مثلما يحدث في العراق ولبنان، إضافة إلى "الخطر الإيراني" الذي وصفه بأنه يتسرب إلى داخل كل دولة، ويثير المشاكل بها. كما أشار إلى "خطر الإرهاب" الذي عانت ولاتزال يعاني منه العديد من الدول العربية مثل: اليمن والسعودية والعراق ومصر.. مؤكدا أن هذا الخطر بالذات يتسع ويتجذر ما لم نتعاون لمقاومته. وعن مشاكل المصريين في السعودية، أكد السفير أن هناك تنسيقا كبيرا بين البلدين في هذا الشأن.. وعند مقارنة عدد المشكلات بعدد المصريين المقيمين في المملكة، نجد أن هذه المشكلات أقل بكثير من النسبة الطبيعية المتوقعة. أضاف: "ورغم ذلك فإن مثل هذه المشكلات لا تقع في مجال اختصاصنا فهي تخص السفارة المصرية في الرياض، لأن طبيعة عملنا هى مراعاة مشاكل السعوديين في مصر، ويتم حلها في إطار الأنظمة المصرية، كما أننا لا نسعى لتغيير تلك النظم".