حصلت "بوابة الأهرام" على تفاصيل مشروع "ميدان المستقبل" والذى يتم تنفيذه ضمن مشروعات الشراكة مع الحكومة الألمانية فى عدد من دول "الربيع العربى" ومنها: مصر وتونس واليمن وليبيا فى إطار دعم ألمانيا للتحول الديمقراطى فى هذه البلدان. حيث أوضح مسئول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الألمانية فى لقاء مع وفد إعلامى مصرى بالعاصمة برلين- رفض ذكر اسمه أو صورته بناء على رغبته لإجراءات أمنية على حد قوله- أن البرلمان الألمانى خصص 20 مليون يورو للعام 2012 ومثلهم للعام المقبل، كميزانية لمشروعات التعليم والبحث والتدريب فى مصر وتونس. وأشار إلى أن حالة الاضطراب السياسى والتخبط التى تعيشها مصر الآن، لن تؤثر على أى من مشروعاتهم لأنها مشروعات طويلة المدى وتستهدف الأفراد أكثر من المؤسسات- ولا يوجد خطط للعمل مع مؤسسات الدولة الإعلامية-، ولا يتم التخطيط لها بشكل يومى، مع الأخذ فى الإعتبار أن مصر فى مرحلة التحول الديمقراطى الأمر الذى يؤكد أنه سيكون هناك بالتأكيد عثرات فى مواجهة أى مشروع فى ذلك التوقيت، مؤكدًا أنهم مستعدون للتغلب على كل ذلك من أجل استكمال مشاريعهم. وردًا على سؤال ل"بوابة الأهرام" حول ما إذا كان لدى الحكومة الألمانية نية لاستقطاب بعض الشباب المستفيدين من تلك المشروعات للعمل فى ألمانيا بعد انتهاء المشروعات أم لا، أكد المسئول أن هذا الأمر لا يخصهم هم فقط، بل يخص أيضًا دول الاتحاد الأوروبى، لافتًا الى أن المشروعات لا يكون لها تواجد فى ألمانيا وتتم فى البلاد المستفيدة. وأكد أن الأمر معقد للغاية لأنه يتعلق بأمور خطيرة مثل الهجرة، وضمان الوظائف وقوانين العمل. واستطرد المسئول الألمانى حديثه، موضحًا أن حكومته استثنت الإجراءات البرلمانية المعتادة من أجل تخصيص جزء من ميزانيتها لدعم التحول الديمقراطى فى إطار الشراكة مع كل من مصر وتونس، وتم إبرام إتفاقية مع مصر فى سبتمبر الماضى بالتنسيق مع الخارجية المصرية فى مجالات الإعلام والثقافة والتبادل الطلابى لتأهيل مصر كى تكون قادرة على تحمل مواجهة كل الاتجاهات. وأكد المسئول بالخارجية الألمانية أن إتفاقية الشراكة مع مصر تشمل التعامل مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية، كما هو الحال فى التعليم، والدعم يكون لمشروعات علمية وبحثية ومنح دراسية، وفى المجال الثقافى، يوجد مشروع أوتوبيس بالصعيد كمكتبة متنقلة تحوى كتب وأفلام تسجيلية تعليمية ويشرف عليه معهد "جوتة" الألمانى بالقاهرة، كما أنه يوجد مستكشف تعليمى يلعب دور الوسيط بين ألمانيا والجهات الحكومية المصرية لمعرفة الجهات التى تحتاج للمساعدة. ومن المقرر أن يكون هناك اجتماع بالقاهرة فى 13 ديسمبر الجارى يحضره 10 ممثلين عن مصر ومثلهم من تونس لأخذ صورة أوضح عن الوضع فى هاتين البلدين، بمشاركة ممثلين من مختلف التيارات السياسية ولمناقشة مشروعات التعاون المشتركة يعقد هذا اللقاء بالتزامن مع مؤتمر آخر بمدينة بوتسدام الألمانية لمناقشة تفاصيل الدعم الألمانى لهذه الشراكة. يأتى لقاء الوفد المصرى بمسئولين بالخارجية الألمانية، على خلفية زيارة رسمية للمشاركة فى فعاليات الملتقى العربي الالماني الرابع للتعليم والتدريب المهني "I move" والذى تشارك به الجامعة الألمانية بالقاهرة، والذى أنهى فعالياته قبل يومين بالعاصمة الألمانية برلين. جدير بالذكر أن لقاء كان قد جمع بين محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصرى وفسترفيلى، وزير الخارجية الألمانى بمناسبة إجتماع لجنة التسيير المصرية الألمانية أول أمس، وناقش اللقاء توطيد العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي وكذلك التعاون في إطار مبادرة ألمانيا للشراكة من أجل التحول بغرض مصاحبة عملية التحول الديمقراطي في مصر.