قال محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "إننا نوقن أن العدو الصهيوني الذي احتل فلسطين، وهي قلب أمتنا، هو رأس الحربة أمام مشروعنا الإسلامي لتحرير أمتنا العربية والإسلامية، وأن معركتنا الأساسية مع هذا العدو الذي احتل أرضنا، وقتل شبابنا، واعتلى مقدرات أمتنا واستولى على حرمنا الأقصى، وأنه وراء كل جريمة بحق شعوب أمتنا. جاء ذلك فى كلمة لمرشد جماعة الإخوان ألقاها نيابة عنه حسام الميرغنى، مسئول الملف السياسي بجماعة الإخوان، خلال افتتاح مؤتمر "الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية" الذي عقد اليوم الأربعاء، بالعاصمة اللبنانية بيروت، ويستمر لمدة يومين، ويقيمه مركز الزيتونة الفلسطيني للدراسات والاستشارات، وقد ألقيت كلمة المرشد نيابة عنه لاعتذاره عن عدم الحضور، كما ألقى خالد مشعل كلمته عبر الأقمار الصناعية. وأضاف بديع: "إننا نؤمن بأن دعمنا للمقاومة بكل أشكالها في فلسطين، هو خط الدفاع الأساسي عن مشروعنا وأمننا القومي، ونحن من جانبنا نؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين لا تقبل بأي حال من الأحوال التفريط في أي شبر من أرض فلسطين، وأن الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين الحبيبة حتما إلي زوال، ونؤكد لكم ثبات موقفنا أننا لم ولن نعترف بالكيان الإسرائيلي". وتابع: "الأهم أن نعد أنفسنا وكوادرنا لكي نقود أمتنا في هذه المعركة، وأن نحقق العدالة والحرية". وأشار المرشد إلى أن العدو بات يوقن ويعلم أن الربيع العربي يهدد وجوده، وأن الأمة قد انتفضت باحثة عن حريتها وكرامتها وأن راية الإسلام هي السائدة بإذن الله، لذا فقد تحرك محاولا وأد هذا الربيع العربي، ومحاصرا لآثاره، لكننا واعون لذلك، واثقون أولا وأخيرا في نصر الله، متأكدون من فشله وهزيمته. كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خالد مشعل، ثورات الربيع العربي للموازنة بين أولوياتها ومصالحها وهمومها الداخلية وبين أولويات الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأضاف مشعل في كلمته: "إن الربيع العربي صرف الأنظار مؤقتا عن القضية الفلسطينية". وأكد مشعل الذي تحدث عبر الفيديو كونفرنس من الدوحة، أن هذه حالة مؤقتة وتكتيكية، ومن حق الشعوب أن تنشغل بهمومها وظروفها، مستدركًا أنه مع ذلك فلسطين حاضرة لدى الأمة. وبين أن هناك تحديات وإشكالات أمام الربيع العربي تستدعي ضرورة التوزان بين أولويات الداخل وأوليات الأمة، مؤكدًا أن لا تعارض بينهما، ومن الخطأ الانكفاء على الذات، بل الانفتاح الذي يخدم السياسة الداخلية في مواجهة الضغوط ومحاولة التدخل الخارجي. وطالب مشعل بعدم إدارة الأمة من موقع قُطري ضيق، مطالبًا شعوب الربيع العربي وهم يبنون أوطانهم بأن يهتموا بشأن الأمة. وأكد أن إدارة العلاقة مع الغرب والدول الكبرى يجب ألا تكون على حساب القضية الفلسطينية ودور العرب فيها ومسئوليتهم تجاهها، داعيًا لعدم تقديم تنازلات مجانية. وناشد مشعل الشعوب والقادة العرب بضرورة رفع سقف الموقف العربي في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي، وإعادة النظر في الاستراتيجية العربية القائمة، فلا يصح بعد الربيع العربي أن تكون اللغة هي نفسها والمواقف ذاتهاوالمشاريع الخاصة بتسوية الصراع هي نفسها ولاسيما بعد ثورات الربيع العربي وانحسار الدور الإسرائيلي بعد هزيمة إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة. وطالب مشعل بتغيير المواقف تجاه المقاومة، ورسم إستراتيجية كيف ندعم حركات المقاومة بالمال والسلاح ونسندها سياسيا، كما أنه من المطلوب طي صفحة المشاريع التي أكل عليها الزمن وشرب، وأن تكون خيارات الأمة مفتوحة. وعن معاهدات السلام المبرمة بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية قال إن معاهدات السلام والموقف منها للدول التي تقيمها لابد من مراجعتها، لأن إسرائيل لم ولن تكون صديقة ولا جارة للأمة جميعا، وعلى قادة الشعوب أن يعلموا أن غضب شعوبهم ليس فقط على ظروفهم وإنما أيضا على خضوع الأنظمة لإسرائيل. وأوضح مشعل أن فلسطين تحتاج إلى الأمة بكل مكوناتها وتياراتها، مؤكدًا ضرورة النأي عن أي تقسيمات طائفية أو عرقية أو مذهبية بغيضة. ورأى مشعل أن الربيع العربي تطور إستراتيجي كبير على طريق تحرير فلسطين، لأن معركة تحريرها تحتاج إلى أمة قوية متعافية في جبهتها الداخلية وسياساتها الخارجية. وأشار إلى أن الربيع العربي زاد من القلق الإسرائيلي وأربك حساباته، كما أنه يعطي حماس وحركات المقاومة فرصة للعمل في بيئة عربية أكثر انسجاما مع خطها. وأوضح أن الربيع العربي وأحداثه المتلاحقة غير في خريطة علاقات حماس السياسية، وأضاف لها علاقات جديدة. وقال مشعل إن غزة لا يمكن أن نخرجها من دائرة الصراع، وإن كان يتغير شكل الصراع فيها بسبب ظروفها، وغياب المقاومة في الضفة بسبب الضرورة لشعبنا بسبب الضغط الأمني من كل الاتجاهات، مع بقاء النية والتحضير، والمقاومة ستعود للضفة.