تنافس الوزراء ورؤساء وفود الدول العربي المشاركين في اجتماع مجلسهم الطارئ للدعوة إلى إعادة النظر في استراتيجية السلام وتجاوز لغة الشجب والإدانة، فيما دعت فلسطين والسودان إلى ضرورة عقد قمة عربية طارئة لوضع خطة تحرك وبلورة موقف موحد تجاه العدوان علي قطاع غزة. تحولت قاعة الاجتماعات الرئيسية التى انعقد بها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب إلى اتفاق غير مسبوق بضرورة إعادة النظر فى عملية السلام الفاشلة ورفض الدخول فى مفاوضات مفتوحة دون مرجعية ورفض منح إسرائيل الحصانة والحماية والدعم والتمادى فى ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطينى. وطلب الأمين العام للجامعه العربية د.نبيل العربي في مستهل الاجتماع تشكيل لجنة وزارية لمراجعة ملف عملية السلام ورفض الاستمرار فيما وصفه بهذا الوهم الذى تبيعه إسرائيل للعرب تحت مسمى السلام وهو عدوان وابتلاع لأرض فلسطين وقال الدكتور نبيل العربى إنه لا سلام ولا أمن ولا استقرار طالما استمر الاحتلال الإسرائيلى. كما طالب العربى اللجنة الوزارية المعنية بعملية السلام بتقديم طرح محدد وإعادة النظر فى كل مبادرات السلام وأن تعرض التوصيات على اجتماع قريب لوزراء الخارجية العرب. وقال الأمين العام للجامعه إنه لا يصح قبول مبادرات جزئية وناقصة ولابد من إعادة القضية برمتها إلى مجلس الأمن لتحمل مسئولياته، مشددا علي أننا لن نقع مرة أخرى فى شراك ما تقدمه إسرئيل. أما وزير الدولة اللبنانى عدنان منصور فقد وصف العدوان الإسرائيلى على غزة بأنه استخفاف بالأمة العربية وشعوبها خاصة أنه يأتى بعد أيام من عدوان إسرائيل على السودان وأضاف: لسنا فى حاجة للشجب والإدانة والتصريحات التى نرددها منذ 64 عاما لأن ما يريده الشعب الفلسطينى هو وقفة شجاعة ومشروع تليق بحجم تضحياته. وقال الوزير اللبنانى إن إسرائيل تأسست على أشلاء الفلسطينيين وهى دولة الإرهاب والعنصرية ولابد وأن يلاحق مسئولوها أمام المحاكم الدولية على جرائمهم واتخاذ مواقف صارمة تبدأ من سحب السفير وتنتهى بتجميد العلاقات والمعاملات معها ومع من يساندها وتعزيز المقاطعة ووقف العدوان فورا وفتح المعابر. كما طالب وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى بطلبات محددة وهى الدعوة لعقد قمة عربية طارئة للوقوف على المستجدات وما يحدث فى غزة – دعم عربى قوى سياسى واقتصادى ومالى – تقليص عمر الاحتلال عبر دعم مكثف–عزل إسرائيل سياسيا على المستوى الدولى – دعم بناء المستشفيات والمدارس ودعم موازنة السلطة الفلسطينية ودعوة الفصائل لتوحيد مواقفها وتنفيذ ما اتفق عليه فى القاهرة والدوحة والدعوة لزيارات عربية لكبار المسئولين لزيارة غزة والضفة الغربية والقدس. وتحدث رئيس الوزراء القطرى ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر آل ثانى بصراحة قائلا " لا نريد أن نقدم وعودا لا تنفذ وقال أرجو ألا تكون هذه الاجتماعات مضيعة للوقت وللمال العام. وخاطب وزير خارجية لبنان قائلا "أنت ذكرت كلمة ذئاب ولكن أغلبنا أصبح نعاجا".. وتابع حمد: الموقف يحتاج إلى إعادة النظر ونعلم ما جرى ونعرف من يتآمر وأضاف: إخواننا فى فلسطين يحتاجون الصراحة وليس الوعود ويجب ألا نعطيهم أمل أكبر مما نستطيع أن نفعله وقال إن أقل الأشياء هو تلبية الاعتمادات المالية. وقال: نحن ساهمنا فى الحصار برا وبحرا وجوا عندما لا نلتزم بتقديم الدعم وليس أول مرة تضرب غزة وضربت السودان من قبل.. وأضاف الشيخ حمد: نحن نحتاج إلى سياسة واضحة ومنهجية فى التعامل مع القضية ويجب ألا تكون اجتماعاتنا للدعاية، فالجمهور العربى استمع إلينا من قبل ولم ننفذ وبالتالى لا نحتاج إلى بيانات وإنما لعمل ولن نتحدث عن عمل عسكرى وإنما الوقوف مع الشعب الفلسطينى ولا بأس أن نخرج ببيان – ولكن ماذا نحن فاعلون بعده. وتحدث وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مطالبا بضرورة إعادة النظر وبطريقة شاملة فى التعامل بما يسمى عملية السلام. وأكد عمرو تعهد مصر بتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطينى واعتبر الحصار المفروض عليه مخالفا للشرائع وللقانون الدولى، وقال إن معبر رفح مفتوح على مدار الساعة وسيبقي كذلك لتقديم المساعدات اللازمة. وقال عمرو إن الأرض الفلسطينية تلتهم يوميا ونخشى بعد عشر سنوات بألا نجد أراضي نتفاوض عليها، مشددا علي أنه آن الأوان لاتخاذ القرارات التي تلبي طموحات الشعب العربي وتتفق مع تطلعاته، راجيا أن ترتفع القرارات التي تتخذ والاجتماع إلى مستوي المسئولية. وتحدث رئيس الوفد السعودى وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور نزار مدنى مؤكدا أن العرب "اختاروا السلام وإسرائيل آثرت المضي في طريق البغي والعدوان" وطالب بأن يخرج مجلس الأمن بقرارات تنفذ. وحذر الوزير السعودى من تطور الموقف فى غزة إلى الأسوأ.. وقال: لقد آن الأوان لأن ينعم الشعب الفلسطينى بالسلام وبالأمن وأن يكون له وطن وأن تعرف إسرائيل أنها لن تنعم بالسلام والأمن ما لم يحصل الفلسطينيون على السلام.. وقال مدني إننا نطالب مجلس الأمن ليكون أكثر صراحة وإجبار إسرائيل علي الالتزام.