عزّة النفس تعطى جمالًا لصاحبها وفخرًا ووقارًا لهُ بين الناس وتعطى مكانة فى نفوس الآخرين وفى قلوبهم والعزة هى الوقار التى يتحلى بها الشخص والتى يحترمها كل من يشاهدهُ والتى ينشرح لها العظماء والكبار من الناس . قال تعالى : «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَيٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» الإسراء -70 فهذه الآية القرآنية تعطى للإنسان كل عظمته، وكل مكانته، وكل حجمه فى الضمير الإسلامى . والصوم: رُقى للروح، وحصن للجسد، وتربية للأعضاء، وهو نصف الصبر، وتجديد للعهد مع الله سبحانه بالتوبة والاستغفار وكثرة الذكر والدعاء والتوحيد الخالص، وتدريب الأعضاء على العزة والكرامة، وإذا تأصّلت العزة الإيمانية فى المسلمين اتحد صفهم، وقويت شكوتهم، وعلت همتهم؛ ليصبحوا قوة ضاربة فى الأرض.و صفات من يتحلون بعزّة النفس هم أشخاص تعرفهم من سيماهم لأنّهم يستمدون هذه العزّة من خالقهم لأنّ الله هو القوى والصوم يقوى من عزة المسلم وكرامته فعزيز النفس يحفظ ماء وجههِ فلا تجد على وجههِ الذلة أو الخضوع ولا يبذل عرضهُ بين الناس فهم لا يشربون من كئوس شربت منها الصغار وهم الوضيعين ممزوج بجسده ومطعّم بالكرامة ومرتاح الضمير فعزّة النفس ترقى بروح المسلم وهى مرآة للنفس التى يحملها الشخص واحترامها لهُ . والعزّة عكسها الوضاعة وهى انحدار النفس فى هُوَّة المهانة أو الوضيع الذى يقبل ويهان بأى شيء فهى صفة الضعفاء والعزّة ليس لها علاقة بالكبر أو التكبّر فهى فقط احترام النفس عن المهانة والتى تكون ممزوجة بالتواضع. فالأعزّاء هم الأشخاص الذين لا يسمحون من كان فوقهم أن يستوطوا شخصيتهُ ولو مثقال ذرة أو أن يمسّوا كرامتهم وإذا وجدوا من هم دونهم لا يتكبّرون عليهم ويحترمهم حتّى يرفع من قيمتهم ليصلوا الى ما وصل إليهِ فهم يطبّقون المثل الذى يقول احترم نفسك من دون أن تحتقر أحد فهى صفة جميلة والتى يتحلّى بها أكثرهم أهل العلم فهم يعرفون أنّ الحياة لا قيمة لها دون العيش بكرامة فهى قصيرة جداً لأن يذل نفسهُ لصغار الأمور والى ما تشتهيهِ نفسهُ التى تأمرهُ بالسوء فالعزّة والعلم كخليط جميل يخرج أجمل ما فى الإنسان ففى العلم الوقار والعزّة وكما يقولون : من يعش بلا مبدأ يموت بلا كرامة فالعزّة هى بوابة المبادئ الموجودة فى الحياة والتى تندرج تحتها كل المبادئ التى قد يعرفها الإنسان فهى العمود الوحيد للمبادئ . ومن عناية الإسلام بأدب العزة أنه بنى كثيرًا من أحكامه العملية على رعايتها كما منع القادر على الكسب من بسط كفه للاستجداء؛ إذ كان فى استجدائه إراقة لماء وجهه بين يدى من تكون يده هى العليا.قال صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير من أن يأتى رجلًا أعطاه الله من فضله، فيسأله أعطاه أو منعه). عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية