قصة المسحراتي في مصر بدأت منذ 12 قرنا وتحديدًا عام 853 ميلاديا وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها بتناول طعام السحور. مَن مِنا لا يذكر تلك الكلمات، التي أبدع في كتابتها الشاعر الكبير فؤاد حداد، وقام بتلحينها وغنائها الفنان الكبير سيد مكاوي، تلك الكلمات التي كانت عنوانا لشهر رمضان الكريم، وأصبحت تراثا يرتبط بشهر الصيام. فقد كان يذهب سائرا على قدميه من الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس للسحور، ومع مرور الوقت بدأت مهنة المسحراتي تطرق أبواب الفنانين والشعراء أمثال بيرم التونسي والفنان الراحل سيد مكاوي، والذين تولوا مهمة نقل الوظيفة إلى شاشة التلفزيون وميكرفون الإذاعة ليستخدموا أحدث التقنيات لإيقاظ الناس للسحور. جاء ذلك خلال عرض برنامج «صباح الخير يا مصر»، الذي يعرض عبر القناة الأولى، والفضائية المصرية، ، تقريرا تلفزيونيا بعنوان "المسحراتي.. قصة بدأت في مصر منذ 12 قرنا". وعلق الإعلامي حسام حداد على التقرير، قائلا: "هذه العادة لها طعم خاص لأنها موروثة ثقافيا، وأنا كلي خجل وأنا أتحدث عنها لأن من ألفها جدي فؤاد حداد ولحنها العظيم سيد مكاوي، وهذه الشخصية مستقاة من الثقافة المصرية، وبدأت الفكرة في الإذاعة المصرية وطُلب من فؤاد حداد وسيد مكاوي بتجسيد شخصية المسحراتي، وبالفعل تم تقديمها في ستينيات القرن الماضي".