قال الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك إن حزب الله -الذي كان يمثل في وقت من الأوقات "المقاومة" المسلحة في لبنان، والتي تعتمد على أسلوب حرب العصابات والإقدام على التضحية بالأنفس يبدو الآن أشبه بمؤسسة أمنية عربية. وأضاف فيسك - في مقال بثته صحيفة /إندبندنت/ البريطانية اليوم الإثنين - "إن حزب الله أشبه بمؤسسة عربية أمنية - أو مؤسسة انعدام الأمن - حيث تقوم بإرسال طائرات بدون طيار فوق إسرائيل وتواصل دعم النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وذلك على الرغم من الإدانة المتزايدة للنظام السوري من العديد من اللبنانيين". وتابع فيسك :" وليد جنبلاط -الزعيم الدرزي الشهير بتسخين الأجواء بين النظام السوري والمعارضة السورية - هو واحد من العديد من السياسيين اللبنانيين الذين تساءلوا ، لماذا لا يعطي حزب الله دعمه العسكري والسياسي إلى "المقاومة" السورية بدلا من النظام السوري". وأوضح فيسك أن حزب الله -ليس كالخارجية الأمريكية- يقاتل جنبا إلى جنب مع نظام الأسد ، حيث يرغب في استقرار الأمن على الحدود السورية-اللبنانية ، فيحافظ بفعالية كبيرة على هذه الحدود من أن تقع في يد المعارضة ، ويستخدم مخابراته لصالح النظام السوري. وأردف فيسك قائلا " لا أحد يشك في القوةالقتالية و تماسك وكفاءة حزب الله " ، مضيفا"إذا لم يفز حزب الله في حربه ضد إسرائيل عام 2006 ، لما تراجعت إسرائيل إلى الخلف عبر حدودها بعد المعركة الشرسة،في أعقاب المواجهات بين قواتها و مقاتلي حزب الله". ولفت فيسك إلى أن إسرائيل وأمريكا يشيران بانتظام إلى تعريف حزب الله على أنه جماعة "إرهابية"، ولكن الجنود الإسرائيليين الذين قاتلوهم تحدثوا عنهم بشيء من الاحترام، قائلين إن حزب الله لا يتراجع في القتال. وقال الكاتب البريطاني روبرت فيسك " إن حزب الله يعاني من عيبين أساسيين ، حيث أنهم مجموعة من العناصر المسلمة الشيعية -فالطائفية تحكم طبيعتهم - كما يتم تمويلهم سنويا بملايين الدولارات من قبل إيران، و يدعم حزب الله استمرار نظام الأسد العلوي - الذي يندرج تحت المذهب الشيعي - نتيجة للطائفية، ويتبنى نفس النظرة الإيرانية إلى المسلمين السنة في لبنان ومعظم المسيحيين فيها". ويرى فيسك : أن أكثر ما يمثل قلقا بالنسبة للبنان وبالنسبة للكثيرين في الحكومة اللبنانية هو إرسال حزب الله طائرة بدون طيار إيرانية الصنع إلى اسرائيل ، مما يمثل تصعيدا خطيرا للعلاقات المتوترة بين لبنان وإسرائيل. وأكد أن الإسرائيليين أنفسهم يعتقدون أنه إذا اندلعت حرب أخرى مع حزب الله، سيسعى حزب الله الي دخول أراضي إسرائيل عن طريق الساحل والانتقال جنوبا عبر الأراضي الخاضعة للسيادة الإسرائيلية ، وإن كان هذا الهجوم سيقصد به أن يكون انتصارا رمزيا بدلا من أن تكون محاولة حقيقية "لتحرير فلسطين". وأشار فيسك إلى أن حزب الله بدأ يعاني من العديد من المشاكل في الآونه الأخيرة ، فهبوط قيمة الريال الإيراني أدى إلى تخفيض المبالغ التي يحصل عليه حزب الله من طهران ، كما أنه تم اتهام أربعة من كبار الجماعة من قبل المحكمة الدولية بتورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005. واختتم فيسك مقاله بالقول "إذا انهار نظام الأسد وحلت محله قوة إسلامية سنية في دمشق ، سيبقى حزب الله وحيدا في بلاد الشام ، على بعد 500 كيلومتر من نظام سوري معادي ، ودولة العراق المضطربة اللتين تعتبران الحدود الفاصلة بين لبنان و إيران، كما أن الدعم الغربي للمعارضة السورية هو محاولة من الغرب لتدمير النظام العربي الوحيد الحليف لإيران، ليبقى حزب الله وحده في المنطقة،الأمر الذي سيسعد إسرائيل والولايات المتحدة ما لم ينجح بشار الأسد في البقاء.