يعد مسجد سيدى شبل بمدينة الشهداء بالمنوفية، من أهم المعالم والمزارات الإسلامية بالمحافظة والذى يرتاده الآلاف من أبناء المنوفية بحثا عن الجو الروحانى، كما يرتاده أبناء الطرق الصوفية ويواظبون دائما على إقامة المولد السنوى به بمناسبة ذكرى استشهاد سيدى شبل فى شهر ديسمبر من كل عام، كما يشهد المسجد تنافسا كبيرا بين أبناء الطرق الصوفية فى إعداد وتجهيز أشهى الأكلات لإطعام رواد المسجد. والمسجد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، وهو يشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية إذ إنه يتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف وتحيط به الأروقة من جميع الجهات. ويقول حسن السيد أحد رواد المسجد إن مسجد سيدى شبل له ذكريات خاصة لدينا حيث نفد إليه من خارج المحافظة لنقيم به طوال شهر رمضان الكريم، كما أحرص على أداء صلاة الجمعة به أسبوعيا لما له من مكانة عظيمة فى قلوبنا، وفى مولد سيدى شبل يكون ذلك عيدا لنا وسنظل على هذا العهد حتى نلقى ربنا. ويضيف ممدوح سعيد من أهالى مدينة الشهداء إن مسجد سيدى شبل يعد من أهم المزارات والمعالم الأثرية الإسلامية وله مريديه من الطرق الصوفية ومن عموم الناس فى مدينة الشهداء وكل المحافظات ، وبخلاف أهميته الأثرية فمولد سيدى شبل مرتبط بذكريات الطفولة لدى كل أهل الشهداء. وأشار إلى أنه برغم كل ذلك فكل أهل الشهداء ينتابهم الحزن مما يتعرض له المسجد من إهمال حيث تهالكت حوائطه وأسقفه وصدرت له قرارات ترميم ولم تنفذ ، ونتمنى أن يتم ترميم هذا الأثر الإسلامى فى أقرب وقت ليكون مزارا سياحيا إسلاميا معبرا عن حقبة مهمة من تاريخ مصر الإسلامى. وأضاف عمرو حبيب من أهالى مركز الشهداء أنهم منذ نعومة أظفارهم اعتادوا على الصلاة بمسجد وضريح سيدى شبل ، مشيرا إلى أنه دائما ما تتواجد إذاعة القرآن الكريم لإقامة الأمسيات الدينية بالمسجد ، بالإضافة إلى أن أهالى الشهداء يعتبرون صلاة الجمعة بالمسجد عيدا أسبوعيا ، مؤكدا أن المسجد يأتيه الزوار فى مولده السنوى من جميع محافظات مصر والوطن العربي. وأشار على العربى أحد الأهالى إلى شدة ارتباط أهالى المنوفية بهذا الصرح الإسلامى العتيق الذى يعد مزارا سياحيا ، لافتا إلى أنه بداخل المسجد تتواجد عدة أضرحة تشمل ، ضريح سيدى محمد شبل الأسود ، فضلا عن سبعة أضرحة أخرى لإخوته البنات. ومن جانبها قالت جيهان رشاد مدير عام منطقة الآثار بالمنوفية إن مسجد وضريح أمير الجيوش محمد شبل الأسود بن الفضل بن العباس يقع بمدينة الشهداء والتى سميت بذلك لكثرة عدد الشهداء فى المعركة التى دارت بها عام 65 هجرية بين مروان بن الحكم وبقايا الرومان والتى استشهد فيها أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس عندما طعنه أحد الرومان من الخلف ، ويعتبر المسجد و الضريح من أهم المزارات الدينية بمحافظة المنوفية ولذلك تم تسجيله فى عداد الأثار الإسلامية بقرار وزير الثقافة عام 1988. وأضافت أن المسجد ينسب إلى سيدى محمد شبل الأسود بن الفضل بن العباس بن عم الرسول صلى الله عليه وسلم والذى سمى على اسمه تيمنا به ، وقد ولد فى شهر رجب من العام التاسع للهجرة ولقب بالشبل لشجاعته والأسود نسبة لسواد لون بشرته التى ورثها عن أمه السيدة ميمونة الحبشية ، مشيرة إلى أن الروايات تعددت حول قدومه إلى مصر ، ويرجح أنه أتى إليها عام 64 هجرية وقاد الجيوش للتخلص من بقايا الرومان وقد حقق انتصارات إلى أن وصل إلى المنوفية فى منطقة سرسنا وقد كانت فيها قلعة حصينة للرومان ، حيث دارت بها معركة ضارية استشهد فيها أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس ودفن بهذا الموقع وأقيم له ضريحا. وأوضحت أن من قام ببناء المسجد هو السيد أحمد الأحمدى المصرى المعرف بالسحيمى ، بينما قام الراحل حسن شعير بتجديده عام 1266 هجرية ، مشيرة إلى أن المسجد الحالى يعد من أعمال وزارة الأوقاف عام 1345 هجرية / 1927 ميلادية فى عهد الملك فؤاد الأول. وأضافت أن المسجد عبارة عن مساحة مستطيلة تتكون من خمسة صفوف من الأعمدة تبلغ 32 عمودا ، وللمسجد سبعة مداخل أهما المدخلان فى الواجهة الرئيسية ( الشمالية الغربية )، فضلا عن ملحق به ضريح سيدى شبل وإخواته السبع بنات ، كما أن له مئذنة واحدة على الطراز المملوكى تقع فى الركن الشمالى الغربى ، وطالبت وزارة الأوقاف بضرورة انهاء الاعتماد المالى الخاص بالترميم.