لا يزال لمدفع رمضان أهمية تراثية ووجدانية خاصة فى نفوس جميع أفراد الشعب المصرى ، ولاسيما سكان مدينة مرسى مطروح الهادئة المطلة على البحر المتوسط ، حيث ارتبطت أهميته مع بداية انطلاقه منتصف القرن العشرين بضبط توقيت الإفطار ، حيث كان سكان المدينة ينتظرون سماع دوى انطلاقته طوال شهر رمضان فيعقب انطلاقه رفع أذان المغرب فى جميع مساجد المدينة إيذاناَ ببدء الإفطار وسط فرحة الكبار والصغار. وقد انطلقت من مدفع رمضان العتيق بمرسى مطروح أول طلقة بارود فى رمضان عام 1956 من على شاطئ النادى الأهلى بوسط كورنيش المدينة ، واستمر حتى الان، حيث يتم نقله سنوياَ إلى موقعه على الشاطئ قبل رمضان ، ويقوم رقيب من الشرطة بتجهيز المدفع وتعميره يوميا قبل أذان المغرب والفجر بنصف ساعة ، حيث يتم وضع كيس بارود يزن نصف كيلو جرام مع وضع التيلة فى الثاقب الموجود أعلاه وعند الإطلاق يتم سحب الحبل لبدء الضرب ،ويتم إطلاق المدفع مرتين الأولى فى موعد الإفطار والثانية قبل آذان الفجر بنحو 20 دقيقة للامساك والاستعداد للصلاة. ويحرص عدد من المواطنين من أبناء مدينة مرسى مطروح حتى الأن على مشاهدة انطلاق المدفع التراثى من موقعه على الشاطئ والتقاط الصور التذكارية معه ، وتناول الإفطار بجواره على الكورنيش للاستمتاع بالجو الرمضانى مع عبق التاريخ ، حتى تكون ذكرى طيبة لهم يحكوا عنها لأبنائهم وأحفادهم بعد ذلك.