الشوري: هى أمر من الله سبحانه وتعالي، وسنة عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى فى سورة آل عمران: «وشاورهم فى الأمر»، ومن عظم أمر الشورى أنزل الله سبحانه وتعالى سورة باسمها قال تعالي: «وأمرهم شوريٰ بينهم»، وقد ورد أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور أصحابه رضى الله عنهم فى الأمور التى تنزل بالمسلمين، ولا يكون فيها نص شرعى يجب اتباعه. وقد جعل الإسلام الشورى من صفات المؤمنين الصالحين، حتى إنها وردت فى السياق القرآنى الكريم بين ركنين عظيمين من أركان الدين هما: الصلاة والزكاة، قال تعالي: «وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَيٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»، ومن أمثلة ذلك: مشاورة الرسول لأصحابه فى غزوة بدر الكبري، وذلك حين خرج الرسول ومعه أصحابه لاعتراض قافلة تجارية لقريش؛ بهدف الاستيلاء عليها، فما إن علمت قريش بهذا النبأ، حتى أرسلت جيشها، فشاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وأخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: «يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسي: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، لكن: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذى بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد، لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه»، فقال له رسول الله خيرًا ثم دعا له. ومنها: مشاورة النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه فى أمر عائشة رضى الله عنها قبل أن ينزل القرآن بشأنها، وهو أكمل الناس عقلًا، وأرجحهم رأيًا. قال أبو هريرة رضى الله عنه: «ما رأيت أحدًا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم».