كان صلى الله عليه وسلم يحنو على الأطفال شفقة بهم ورحمة، وكان صلى الله عليه وسلم يداعب ويلاعب، وينصح ويربي، فأنشأ منهم جيلًا مثاليًا فى إيمانه وأخلاقه ومعاملاته، ولمعت على يديه أسماء كثير من الأطفال الأبطال، منهم عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل ومعاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح وسمرة بن جندب وغيرهم رضوان الله عليهم. وقد تجلت رحمته وشفقته صلى الله عليه وسلم بالأطفال فى كثيرٍ من المظاهر والمواقف، منها: عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضى الله عنه قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إحدى صلاتى العشاء، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلي، فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبى على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابنى ارتحلني، فكرهت أن أعْجله حتى يقضى حاجته». وعن أبى قتادة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى وهو حامل حفيدته أمامة بنت زينب، فإذا قام حملها، وإذا سجد وضعها، قال يحيي: قال مالك: نعم».