من البروتوكولات السياسية المعمول بها في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أكثر من 100 عام أن يلقي الرئيس المنتخب أو الرئيس الأمريكي الجديد خطبة يخاطب فيها الشعب وأمام الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشيوخ بمناسبة وجوده في السلطة والمكتب البيضاوي لأول 100 يوم من فترة حكمه أو ولايته أو رئاسته ويقدم خلال هذه الخطبة أو الخطاب أو الحديث.. يقدم كشف حساب لأعماله أو إنجازاته خلال هذه الفترة وهي محطة أو وقفة من أجل تقييم إنجازاته وتوجهاته الداخلية أو الخارجية والذي أصبح عرفاً لقياس أدائه أو قياس الرأي العام حول أداء الرئيس وحساب النسبة المؤيدة له والأخرى المعارضة أو غير المؤيدة له أو بمعنى آخر فرصة لقياس الرأي العام تجاه أداء الرئيس وفريق معاونيه ووفق آخر استطلاع للرأي أجراه أحد مراكز البحث الأمريكية الكبرى أظهر أن جو بايدن أو الرئيس ال46 للولايات المتحدة قد حصل على نسبة تأييد أو رضا بلغت 59% بعد ال 100 يوم الأولى لبايدن في الحكم، وذلك مقابل نسبة 46% حصل عليها الرئيس السابق ترامب خلال الفترة نفسها.. ونسبة ال 58% التي حصل عليها بايدن جاءت على ضوء الإنجازات التي حققها بايدن على الصعيد الداخلي ونجاح جهوده خلال هذه الفترة في إصلاح الوضع الداخلي وردم الهوة أو الفجوة الكبيرة التي اتسعت بين الأمريكيين خلال الفترة الأخيرة لحكم ترامب وخلال المعركة الانتخابية وأثناء عمليات الفرز وإعلان النتائج بما فيها طبعًا أحداث اقتحام الكونجرس المؤسفة أو الأربعاء الأسود الموافق 6 يناير 2021.. وأيضًا نجاح جهود بايدن في احتواء الآثار السلبية الضخمة الناجمة عن وباء فيروس كورونا والتي تفاقمت بسبب سوء إدارة ترامب.. فقد نجحت إدارة بايدن في توزيع أكثر من 220 مليون جرعة من اللقاح المضاد للكورونا، وتم اعتماد خطة للإنعاش الاقتصادي قيمتها ما يقارب من 4 تريليونات دولار لمكافحة وباء الكورونا والأضرار الناجمة عنه اقتصاديًا وأيضًا لإعادة بناء البنية التحتية.. هذا على الصعيد الداخلي.. أما على صعيد علاقات الولاياتالمتحدةالأمريكية الخارجية لم نلاحظ الخط البياني نفسه.. وذلك بسبب القضايا العديدة التي تتطلب إعادة النظر فيها وطبعاً على رأس هذه القضايا العلاقة الشائكة مع أقوى خصمين في المنطقة.. وهما إسرائيل وإيران.. وعن هذه العلاقة الشائكة.. سيكون للحديث بقية، وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة.