جاءت جائحة كورونا، وجاء معها إنذار للعالم أجمع باقتراب الموت، وكأن غراب نعق في أنحاء الدنيا فامتلأت تشائما، ولكن بعد أن توصل العلماء للقاحات مناسبة لعلاج "فيروس كورونا" تصل نسبة فاعلية بعضها إلى 94%، بدأ الأمل يتجدد مرة أخرى ، ما دفع الدول الكبرى إلى محاولة السيطرة على الكميات المنتجة لتأمين مواطنيها، وهناك دول أخرى كانت خارج خريطة المنافسة وبالتالي لن تحصل على اللقاح الذي تفوق نسبة الإقبال عليه قدرات أي بلد منفردة لإنتاجه، ووسط كل هذا تظهر مصر بصورة قوية ومشرفة، أولها الاتفاق على أمصال كورونا من أكثر من مصدر له ، وتم الاتفاق على تصنيع اللقاح محليا، لتأمين احتياجات المصريين من اللقاحات، وبدأ المواطنون من مختلف الدول في الحصول على اللقاح، ونجحت بالفعل بعض الدول ومنها الصين وألمانيا وأمريكا في محاصرة الفيروس والحد من نسب الإصابات والوفيات.. لكن في مصر، لا زال الإقبال على التلقيح ضعيفا وسط مزاعم بوجود مخاطر لهذه اللقاحات . "بوابة الأهرام" ترصد آراء المتخصصين حول فاعلية تلقي لقاح فيروس كورونا، وتوضيح الالتباس لدى المواطنين حول الفرق بين الإصابة بالفيروس والأعراض الجانبية بعد الحصول على اللقاح والتي لا تتخطى مدتها 24 ساعة. وأكد الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات، أن هناك نوعين من اللقاحات المستخدمة لعلاج فيروس كورونا في مصر، الأول هو اللقاح الصيني ولا يسبب أي آثار جانبية، باستثناء ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، والثاني هو لقاح استرازينيكا، ومن آثاره الجانبية ارتفاع في درجة الحرارة والشعور بتكسير في الجسم، ويحدث لبعض الأشخاص وليس الكل، وتختفي جميع الأعراض بعد 48 ساعة من تناول اللقاح. وأوضح الدكتور أمجد الحداد، أن جميع اللقاحات لها أثار جانبية وليس لقاح فيروس كورونا فقط، ومع ذلك نقوم بإعطاء التطعيمات للأطفال من عمر يوم ويتم تحذير الأم أن الطفل سترتفع درجة حرارته، وبالتالي لا داعي لكل هذه البلبلة علي وسائل التواصل الاجتماعي والتخويف من الحصول على اللقاح. وأضاف الدكتور أمجد الحداد، أنه لا صحة لما يتردد حول الإصابة بفيروس كورونا بعد التطعيم بلقاح كورونا، وأن هذا غير صحيح علي الإطلاق، وفي حالة ظهور فيروس كورونا بعد التطعيم فمعنى ذلك أن الشخص كان مصابا من قبل التطعيم وظهرت عليه الأعراض بعد الحصول على المصل. وأشار الدكتور أمجد الحداد، إلي أن التطعيم هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة ولا توجد حلول أخرى، مضيفًا أن التطعيم يقلل من حالات الوفاة ويقلل من انتشار المرض، ويحمى من خطورة مضاعفات الإصابة بكورونا. واستطرد الدكتور أمجد الحداد قائلاً: إن 30% من المصابين بفيروس كورونا يعانون من متلازمة التعافى، حيث إن جهاز المناعى ينتهى بالقضاء على الفيروس، ولكن خلال مواجهة هذا الفيروس يحدث بعض المشكلات المناعية، وهذا يحدث لدى 30% من المصابين. وأضاف الحداد، أن فيروس كورونا قد يهاجم الجهاز العصبي ويحدث نوع من الاكتئاب والنسيان، وتحدث آلام عظمية وعضلية لبعض الأشخاص، وقد يشعر الإنسان بصعوبة بالتنفس، وقد يصاحب هذه الأعراض لدى البعض طفح جلدي شديد.