عالم مليء بالتساؤلات هو عالم نجيب زاهى زركش الذى يعود به الفنان يحيى الفخرانى للدراما الرمضانية من جديد، حيث يتناول نتائج اختيارات الإنسان، وما إذا كانت هى الأصح أم أن هناك خسائر كبيرة قد يتعرض لها، ف «نجيب» المتحرر دائما من قيود المسئولية يجد نفسه فجأة أمام تساؤل حول الأبوة بعد أن يجد نفسه متورطا فى اكتشاف ابنه من بين ثلاثة شباب هم إسلام إبراهيم، وكريم عفيفي، ورامز أمير، ويشارك هذا السر مع نانسى ابنة شقيقته، التى تمثل التوازن فى العلاقات الإنسانية ولا تطلق أحكاما على الآخرين وتؤمن بالاختلاف والحرية الشخصية. بجانب خادمه «طريف» الذى يعرف سر أبنائه قبل أن يعرف هو، ويمثل فى الأحداث دور الراوى بجانب دوره خلال الأحداث والتى يجمع بين الخير والشر ولكنه شر بسيط هدفه الحصول على قصر زركش الذى تربى فيه منذ الصغر، «الأهرام المسائى» تحدثت مع أدوات وعناصر «زاهى زركش» الذى استعان بهم هذا العام ليخرج العمل إلى النور . وكان أحد هذه الحوارات مع الممثلة الشابة رنا رئيس: كيف استعددت لشخصية «نانسي» والوقوف أمام الفنان يحيى الفخرانى الذى تشاركيه معظم مشاهدك؟ الحقيقة أنه عندما عرض عليّ الدور قلقت لأننى سأقف أمام د.يحيى الفخرانى وهو قيمة فنية كبيرة وهو ما جعلنى متوترة، وهو ما لاحظه المخرج شادى الفخرانى الذى حرص خلال بروفات التحضير أن يخرجنى من هذا التوتر، وبالفعل خلال التصوير التعلم من د. يحيى حيث كان ينصحنى ويقول لى قدمى الدور بشكل طبيعي، وبالفعل استفدت من هذه النصيحة وجاءت كل مشاهدى طبيعية بعيدا عن الأداء المركب، كما ساعدنى كثيرا أثناء التصوير، كما كان حريصا على أن يشجعنى حينما أقدم مشاهد جيدة، وقال لى إننى أسير وراء إحساسى بالشخصية. حرصت على التوازن فى تجسيد الشخصية فرغم أنها مدللة إلا أنها كانت فى الوقت نفسه متزنة كيف رأيت الدور بهذه التركيبة؟ بالفعل هى شخصية تعرف جيدا ما تريده وغير مشتته، تعيش بطبيعتها تعطى أعذارا دائما لأفعال من حولها، وتحسب الأمور ببساطة، بعيدا عن العُقد، ولديها سلام نفسى وتحب الحياة، ورغم أنها من عائلة ثرية إلا أنه لا يوجد لديها إحساس بالطبقية، والدليل على ذلك أنها عندما التقت بمجموعة من المثقفين على المقهى غيّرت من طريقة ملابسها لترتدى على طريقتهم وتحمل حقائب مشابهه لما يحلونها، وابتعدت عن ارتداء الفساتين رغم أنها مدللة العائلة، وأصبحت تتعامل معهم بطريقتهم لأنها تريد أن تستكشف عالمهم لأنه عالم جديد بالنسبة لها، وهى ترى أن الملابس وأى شيء آخر مجرد اختلافات بين الناس وهى متصالحة مع هذه الفكرة، على العكس من والدتها التى تفكر بطبقية، لكن الحياة بالنسبة لنانسى بسيطة وأسهل كثيرا. على ذكر والدتها لم يكن الخلاف فى التفكير بينهما تصادمى رغم الاختلاف فى الآراء فما السبب؟ لأن هناك حالة حب كبيرة بينها وأفراد عائلتها فهى الابنة الوحيدة وهى فتاة رقيقة فيتعاملون جميعا معها بحب، كما أن علاقتها بوالدتها رغم الاختلاف كانت جيدة، ودائما ما تنادى «نانسي» والدتها باسمها «شيرين»، لأنها ترى الحياة من منطلق سهل، ومثالا عندما أحب شقيقها ابنة عامل البوفية فى الشركة التى يملكونها لم تر مشكلة وقالت له أن يواجه والدته ويتزوجها، فهى ترى أن الجميع حر فى تصرفاتهم وعليهم أن يفعلوا ما يحبونه، ولم يحدث بينها وبين والدتها تصادم حتى عندما راقبتها والدتها وجاءت وراءها على المقهى التى تقابل فيه مسعد وأصدقاءه الشعراء وطلبت من والدتها أن تشاركها و تتعرف معها على هذا العالم. هل ترين أن شخصية نانسى حالمة وغير واقعية؟ ليست حالمة بل طبيعية ومحبة للحياة، بكل تفاصيلها، ولا تفكر فى الأمور بشكل مادي، ولا تقيس علاقاتها بالآخرين بالماديات، حتى أنها رفضت هدية خالها فى عيد ميلادها عندما أراد أن يكتب لها الشاليه وقالت له أن تستخدمه كلما تريد فلماذا يكون باسمها، ولهذا نستطيع أن نقول إنها تعيش حياتها بسلام. هل علاقة «نانسى» ب«مسعد» حب أم تتخذه بوابة لاكتشاف عالم آخر؟ بعيدا عن فكرة الحب، هى تريد أن تتعرف عليه وعلى عالمه الجديد عليها، حتى عندما قالت لها والدتها إنها كيف تحبه، وهو يعمل عند خالها قالت لها «أنا لم أقل إننى أحبه ولماذا تفترضى شيء لم أقوله» ، فالمسألة أنها تعرف سر هؤلاء الشباب من خالها بأن واحدا منهم ابنه، فتسعى إلى معرفة من منهم ابن خالها، وانجذابها لمعرفة «مسعد» جاء لأنه كان أكثرهم اختلافا، وهى تريد أن تعرف كيف يفكر عالمه وهل يجدون متعة فى ذلك، فهو لغز بالنسبة لها هل هذه طبيعته أم أنه مصطنع، لكن الآخرين شخصيات كان من السهل أن تفهمهم لأنهم واضحون فى طموحاتهم وتفكيرهم. ما المشهد الذى تعتبريه «ماستر سين» للشخصية؟ هو مشهد لم يعرض بعد مع الفنانة أنوشكا التى تجسد دور والدتى وهو مشهد لا يوجد به صدام، لكنه مشحون بالعواطف، كما أرى أن كل مشهد مع الفنان يحيى الفخرانى هو مشهد رئيسى لي، وهناك مشهد كانت صعوبته مختلفة يجمعنى مع د.يحيى وأنوشكا وصعوبته أننى لا أتكلم لكن انفعالى مع الحدث كله بتعبيرات الوجه. صورت فترة طويلة تخللها صعوبات واجهتها حدثينى عن هذه الفترة؟ بالفعل استغرقت فترة طويلة فى عملية التصوير، ومررت بعدد من الصعوبات، فأول يوم تصوير أصيبت بالزائدة، ثم أصيبت فى رقبتي، وبعدها تعرضت للإصابة بفيروس كورونا،ثم توفى بعدها جدي، وبعدها بيومين توفى والدى فكانت فترة صعبة عليّ. كيف تخطيت هذه الفترة واستأنفت تصوير أعمالك خاصة أنك تشاركين فى عملين ؟ تخطيتها هذه المصاعب بالتصوير، فقد كانت فترة صعب أتحدث عنها، لكننى حرصت على أن أخرج كل طاقتى فى التصوير حيث عدت بعد ثلاث أيام فقط من وفاة والدى وصورت لمدة 18 يوما دون انقطاع أصور فى مسلسل 15 ساعة، وأخرج لأصور فى الآخر 12 ساعة وهكذا، لدرجة أننى كنت أنام فى «الكارافان» أو فى الوقت الذى لا يوجد مشهد لى فيه، ثم أخذت يوم واحد إجازة، ثم استمررت بطريقة التصوير نفسها لمدة 16 يوما، حتى انتهيت من تصوير مسلسل «نجيب زاهى زركش» قبل رمضان بيوم، ومسلسل «ضل راجل « بعد الأسبوع الأول من رمضان، وقبل أن أنهى آخر يوم تصوير دخلت تصوير الجزء الثانى من مسلسل «الحرامى» الذى أصوره حاليا. هل هناك نصيحة وجهها لك أبطال العملين الذى تشاركين فيهما؟ الحقيقة أن الفنان ياسر جلال نصحنى أن أخرج كل طاقتى وغضبى فى العمل، كما أن ارتباطى بهذه الأعمال مسئولية . دورك فى «ضل راجل» كان صعبا ومليئا بالمشاعر هل أثر عليك وسط هذه الظروف؟ المشهد الذى عرض فى الحلقة 17 عندما تم القبض على ياسر جلال الذى يجسد دور والدى وأنا أركض ورائه وأنهار من البكاء وأفقد الوعى كانت صعوبته أننى صورته بعد وفاة والدى مباشرة، والحقيقة أن العمل به مشاهد كثيرة صعبة فى مشاعرها بسبب علاقة «شهد» بوالدها والتى صورتها بعد رحيل والدي. كيف ترين تصرف «شهد» والذى وضع عائلتها البسيطة فى هذه الأزمة؟ العمل قائم على ما فعلته شهد ومحاولة والدها لإعادة حقها الضائع، بعد أن يفرض أهل الشاب قوتهم عليهم لأنهم أثرياء، فضربوا «شهد» وسحلوها وحاولوا إجهاضها، وكل ذنبها أنها أحبت ولأنها لا تريد أن ترتكب خطأ تزوجت من الشاب الذى أحبته، لكنها ارتكبت خطأ بذلك بسبب طيبتها وسذاجتها، وهناك نماذج من البنات مثلها مشكلتهم أنهم مغلق عليهن ولا يعرفن شيئا عما يحدث فى الحياة. ما أصعب المشاهد التى أديتها بالمسلسل؟ أصعب مشهد هو المواجهة بين شهد ووالدها ياسر جلال عندما أخذها لتحكى له ما حدث، وهناك مشاهد كثيرة حتى تلك التى لم أتحدث بها منها المشهد الذى دخل فيه الأب على شهد وقال لها إنه لايريد أن يراها.