وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الجمعة خلال تفقده بعض قطاعات الطريق الدائري الأوسطي، وقال إنه أمر قبل ذلك بألا تقل مداخل ومخارج المحاور عن 3 حارات مرورية.. وأضاف: "ده بصفة عامة (لكل طرق مصر) وليس على الطريق الدائري الأوسطي". ما قاله الرئيس وأصدره من تعليمات نكأ به جرحًا كبيرًا وغائرًا في الطرق المصرية.. لا يعرفه إلا المسافرون من الأقاليم إلى القاهرة الكبري.. ولا يعرفه كثير ممن يظل داخل محافظته ولا يخرج منها إلا للضرورة. وبصفتي واحدًا من هؤلاء الذين يسافرون يوميًا.. فأعلم جيدًا كم كانت كلمات الرئيس كاشفة عن مشكلة كبيرة نواجهها نحن مرتادي الطريق بصفة يومية. وأقدم هنا تجربتي الشخصية مع الطريق الدائري وبالتحديد عند تقاطع الدائري مع طريق قليوب.. فلقد قضيت أكثر من ساعتين لمحاولة الخروج من الطريق الدائري باتجاه مدينة قليوب عند قدومي من ناحية الهرم (القوس الشرقي).. ورغم أن الوقت كان فجرًا وحركة السيارات قليلة إلا أن ضيق مخرج المحور أثر سلبًا على تدفق السيارات وجعلها تسير بسرعة السلحفاة، وهذا الأمر لم يكن مرة واحدة ولا مرتين؛ بل تكرر كثيرًا.. ولم يقتصر على وقت الذروة أو أوقات التكدس الطبيعية في المناسبات كالعيد وبداية رمضان وأيام الخميس.. ولكنه حدث في الأيام العادية. نفس الأمر تكرر في مخرج الدائري باتجاه قليوب؛ ولكن عند القدوم من ناحية (المطار) القوس الغربي. للحقيقة نزلتا الطريق الدائري باتجاه مدينة قليوب ومدينة شبرا من كل من القوس الشرقي والغربي، يحتاجان إلى تطوير كبير وزيادة في مساحة الحارة المرورية؛ لأنهما حارتان فقط.. إنهما الصداع الدائم عند الخروج من الطريق الدائري. فكل نزلة من هاتين النزلتين تتكدس أمامها السيارات لدقائق طويلة، تمتد إلى ساعات في بعض الأحيان.. وتخنق الطريق من وراءهما.. والتكدس لا يرجع لمساحتهما الضيقة وفقط.. ولكن لأن هذه المنطقة فيها مواقف ميكروباصات وفيها سيارات أجرة تقف لتحميل وإنزال الركاب فتزيد الطين بلة وتزيد من تعطل الطريق واختناقه. أعلم أن هذه المنطقة كثيرة التقاطعات.. فهي حيوية ومهمة ورئيسية وغاية فى الخطورة؛ نظرًا لمرورها على طريق الإسكندريةالقاهرة الزراعي، والخط الرئيسي للسكك الحديدية المصرية.. لكن لابد أن يكون هناك حل هندسي ما، قادر على نسف المشكلة تمامًا من جذورها. والحل معروف كما قال الرئيس وأصدر تعليماته.. هو زيادة مداخل ومخارج المحاور إلى 3 حارات مرورية. وأكرر لمن لا يعرف هذه المنطقة.. الحل فعلًا صعب لتشعب المنطقة إلى أكثر من اتجاه، وضمها أكثر من اتجاه مروري مفصلي ورئيسي.. ولكنه رغم صعوبته ليس مستحيلًا.. فالمستحيل سهل لمن يريد ويرغب. لذلك أتمنى وأدعو حين ينتهي تطوير الطريق الدائري وزيادة عرضه إلى 7 أو 8 حارات في كل اتجاه.. أن يشمل التطوير هاتين النزلتين المهمتين.. وتختفي أزمتهما إلى الأبد. تويتر: @AhmedTantawi