كان السلف يكثرون من ختم القرآن فى شهر رمضان ولكن لابد عند قراءة القرآن الكريم من التدبر والتأمل والتفكر فى معانيه فالهدف الأسمى هو التدبر يقول الله تعالى «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ» ص: 38، فبالتدبر يخشع القلب ويزداد الإيمان ويفهم العقل يقول ابن القيم رحمه الله : «إذا أردتَ الانتفاعَ بالقرآن فاجمع قلبَك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعَك واحضر حُضُورَ مَن يخاطبه به من تكلَّم به سُبحانه منه إليه، فإنَّه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: «إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ» ق: 37. ويقول عبد الله بن مسعود: -رضى الله عنه - «لا تهذوا القرآن كهذِّ الشِّعر ولا تنثروه نثر الدقَل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب» فعليك أيها المسلم أن تحضر قلبك عند قراءة القرآن، وتتدبر ما تقرأ وكلما قرأت آية تعرض نفسك عليها أين أنت منها؟! هل أنت مطبق لها؟ وهل وصف الله للمؤمنين ينطبق عليك؟! فإن وجدت خيراً فاحمد الله وإلا فراجع نفسك قبل فوات الأوان! قال الحسن: رضى الله عنه «إنما أنزل القرآن ليتدبره المؤمنون وليعملوا به، فاتخذوا تلاوته عملاً.