صاحبة مدرسة فى الأداء، عشقت الفن فاختارته من البداية عائلة وحبيبًا وابنًا، وثقت في موهبتها فخرجت لنا فضة المعداوي، لطيفة هانم شوكت، سلوى، نفيسة وحفيظة، اختلفت الأسماء وتنوعت الشخصيات واجتمعت جميعًا في صاحبتها، إنها ثريا يوسف عطا الله الشهيرة بسناء جميل وُلدت 27 أبريل 1930 في مركز ملوي بالمنيا لعائلة ارستقراطية محافظة، والدها محام ووالدتها خريجة كلية البنات الأمريكية بأسيوط، لها أخت تؤام وأخ أكبر، انتقلت أسرتها إلى القاهرة قبل الحرب العالمية الثانية ودخلت مدرسة "المير دى دييه" الفرنسية الداخلية حتى المرحلة الثانوية. وشاركت خلال سنوات الدراسة في العديد من المسرحيات باللغة الفرنسية وبعدها التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية من دون علم عائلتها، وعندما اكتشف شقيقها الأمر وهددها أن تترك المعهد رفضت فصفعها صفعة أدت إلى فقدانها السمع بإحدى أذنيها، وطردها من المنزل وتبرأت منها عائلتها، فساندها الفنان سعيد أبو بكر واستضافتها زوجته بمنزلهما لعدة أيام. لجأت إلى الفنان زكي طليمات عميد المعهد آنذاك فساعدها للإقامة في بيت طالبات وضمها لفرقة "المسرح الحديث"، وأطلق عليها اسمها الفنى سناء جميل، وقامت بتعلم تفصيل الملابس والمفروشات مقابل ستة جنيهات شهريا، بالإضافة لستة جنيهات يمنحها المعهد لجميع الطالبات كل شهر كتشجيع على الدراسة. واستمر دعم طليمات لها فوقف بجانبها عندما واجهت مصاعب بسبب لكنتها الفرنسية وعدم إتقانها اللغة العربية حتى أتقنتها، وانضمت للعمل مع فرقة «فتوح نشاطي» المسرحية، وقدمت العديد من المسرحيات ومن أشهرها "ماكبث"، و"الحجاج بن يوسف"، و"زواج الحلال"، كما شاركت في عدة مسرحيات بالفرنسية التي تُجيدها من أهمها مسرحية "رقصة الموت" بمشاركة الفنان جميل راتب، والممثل الفرنسي كلودمان وعُرضت في عدة مدن فرنسية. قدمت عدة أدوار سينمائية منها "طيش الشباب"، و"سلوا قلبى"، و "بشرة خير" خلال فترة الخمسينيات، لكنها اشتهرت على نطاق واسع بعد تقديمها لشخصية نفيسة من خلال فيلم "بداية ونهاية" عام 1960م، وشاركت فيما يقرب من 69 فيلما منها الزوجة الثانية، المجهول، نساء خلف القضبان، الشوارع الخلفية ، سواق الهانم، اضحك الصورة تطلع حلوة، ومن أشهر المسلسلات التليفزيونية "البر الغربي"، "خالتي صفية والدير"، "الراية البيضا"، "الرقص على سلالم متحركة"، "ساكن قصادي". حصلت على العديد من جوائز وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، وعلى وسام العلوم والفنون عام 1967م، كما كرمها مهرجان الأفلام الروائية عام 1998م، تزوجت من الكاتب الصحفى لويس جريس فى 1961م، ولم تنجب لرغبتها للتفرغ للفن. وتوفيت في 22 ديسمبر 2002م بعد صراع مع مرض سرطان الرئة عن عمر يناهز 72 عامًا، وحاول زوجها العثور على أي من أفراد عائلتها فنشر نعيها الذي كتبته بنفسها في وصيتها وختمته بجملة (قريبة ونسيبة كل المصريين) ولم يظهر أحد بعد ثلاثة أيام فدفنها.