كادت الصدفة تفتك بقلب العروس الحسناء وحالة من الهيستريا انتابتها، حتى كادت أن تفقد عقلها وأمسكت بتليفونها المحمول وهى تستغيث بوالدها مربى الأجيال الأستاذ الجامعى تشكو له زوجها الفلاح الرجعى الجاهل بالمدنية والعولمة، لأنه منعها من الرقص مع أصدقائها وصديقاتها فى صالة الديسكو بذلك الفندق الكبير على ساحل البحر الأحمر، ما زاد الطين بلة هو أن ذلك الشخص ( زوجها ) الذي تحمل اسمه جذبها من يدها وهى تترنح يميناً ويساراً أمام صديقتها وبجريمته البشعة هذه أساء إلى مشاعرها ومشاعر الشلة، وجاء دور الأب الحكيم العاقل صاحب الفكر والمبادئ وتساءل بجنون كيف يتجرأ ذلك الفلاح على بنت الأصول والحسب والنسب فلابد أن يكون مصيره مثل الملكة "شجرة الدر" يموت ضرباً ب"الشباشب" الحرة المستحدثة . عقد مجلس العائلة الموقر والكف يضرب بالآخر على هذا التصرف المشين من هذا الرجل الرجعي الذى يشغل المنصب الرفيع ويهتز لصوته الجدران وتقف من أجله الأقدام وشب المجلس وندد وأدان واعترض والكل رأى أن العروس المصون من حقها أن ترقص وتتعرى وتصادق وتفعل ما تريد، والزوج المصون عليه أن يعرف أصول الحرية والانحلال ويخلع رداء الرجعية والقيم البالية وعليه أن ينسى حكمة العيب والحرام ويساير العصر. عرض المجلس قراراته على ابن الأصول وقبل أن يستمع إلى بقية القرارات لقنهم درساً فى الأدب لن ينسوه أبد الدهر وترك لهم ابنتهم الراقصة ودعاهم لخوض معارك الرجال ومر عام تلو الآخر وعروس "الديسكو" معلقة بينما صاحب المقام الرفيع تزوج من أخت صديقه فى العمل فهى لا تعرف طريقاً لصالات "الديسكو" ولا تصادق الغرباء وسارت حياته فى هدوء حتى أفاقت الزوجة الأولى من سكراتها ،وأقامت دعوى خلع. أمام المحكمة قرر الزوج الشاب أنه تعرف عليها من خلال أحد زملائه وارتضى أن يتزوجها بعد علمه أن والدها تخرج على يده أجيال من الجامعة ووالدتها طبيبة ماهرةإلا أن زحمة الحياة ومشاكلها شغلتهم عن تربية ابنتهما الوحيدة حتى استنشقت الابنة دخان السجائر وغيرها فى صالات "الديسكو" و"والملاهى" مع صديقتها وانغمست فى الحرية حتى الغرق ومعها غرقت كل القيم والفضائل. وقال الزوج :إنه أنفق عليها كل الأخضر واليابس واستجاب لكل طلبات العائلة الموقرة من شبكة ألماظ وأثاث من إيطاليا وشقة فاخرة بمنطقة المعادى وأن والده باع ثلث أملاكه فى المنيا حتى يتزوج العروس الحسناء وليته ما فعل فقد تزوجها أربعة أسابيع شاهد خلالها من عروسته وأسرتها مالا يصدقه عقل وطلب من المحكمة أن تتنازل الفاتنة الحسناء عن كل حقوقها المادية على أن يقوم بتطليقها وبعد تنازل الزوجة عن كل حقوقها. قضت محكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية بتطليقها صدر الحكم برئاسة المستشار عبد الله الباجا رئيس المحكمة .