مع التقدم الحادث في مسألة التطعيم باللقاحات ضد فيروس كوفيد 19 المستجد، وفي نفس الوقت التحول الرقمي الذي يشهده العالم، جاءت مبادرة "جواز السفر الرقمي"، أو ما يعرف ب"جواز كورونا" التي تستهدف السفر الآمن في ظل أزمة كورونا لنكون أمام جواز سفر رقمي يتضمن جميع المعلومات الممكنة عن المسافر بشأن حالته الصحية، خصوصًا الفحص الطبي الخاص بفيروس كورونا، وتلقي المسافر اللقاح المضاد لفيروس كورونا. تطبيق أياتا وبدأت طيران الإمارات أول أمس الخميس تجارب جواز سفر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، وهو تطبيق محمول لمساعدة الركاب على إدارة سفرهم بسهولة وأمان بما يتماشى مع أي متطلبات حكومية لاختبارات أو لقاحات "كوفيد-19". ويضمن "جواز السفر الرقمي" الخاص بالاتحاد الدولي للنقل الجوي حصول المسافرين على تحديثات عن المعلومات المتعلّقة بلوائح الصحة الخاصة بكوفيد-19، في الوجهة التي يسافرون إليها، مع الامتثال للوائح والأحكام العالمية الصارمة المتعلّقة بخصوصية البيانات والتي تتيح إمكانية مشاركة نتائج اختبارات كوفيد-19 الخاصة بالمسافرين مع شركات الطيران، للتحقّق من أهليتهم للسفر. وتُجرى التجارب على رحلات مختارة لطيران الإمارات من دبي إلى برشلونة ومن لندن هيثرو إلى دبي، وسوف تتوسع قريباً لتشمل خطوطًا أخرى. وتعتبر التجارب خطوة أولى نحو جعل السفر أكثر راحة، وتمكين المسافرين من إدارة الوثائق المتعلقة ب"كوفيد-19" رقمياً وبأمان وسلاسة طوال تجربة السفر، وسوف يتمكن المسافرون في المستقبل أيضاً من مشاركة شهادات التطعيم مع السلطات والناقلات الجوية لتسهيل السفر. وسيحتوي تطبيق "جواز سفر أياتا" على سجل متكامل لمتطلبات السفر لتمكين الركاب من العثور على معلومات دقيقة حول متطلبات السفر والدخول إلى جميع الوجهات بغض النظر عن مسار الرحلة. وسيشمل أيضا سجلاً للمختبرات، ما يُسهّل على المسافرين العثور في مواقع انطلاق رحلاتهم على مراكز الاختبار والمختبرات التي تلبي معايير الاختبار ومتطلبات التطعيم في وجهاتهم. ويتيح السجل العالمي، الذي تديره أياتا، النقل الآمن للمعلومات المطلوبة بين جميع الجهات ذات الصلة وتوفير تجربة سلسة للمسافرين. دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن أوائل الناقلات العالمية في تطبيق تجربة جواز السفر الرقمي الصحي المطور من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا»، وهناك دول أخرى أعلنت عزمها تطبيق التجربة من بينها إثيوبيا، ومن قبلها عدة دول في الاستعانة بهذه المبادرة لكنها قرنت ذلك مثل بريطانيا بالتوسع في عملية تلقيح أو تطعيم المواطنين. ألكسندر دي جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي لاتحاد النقل الجوي الدولي، قال إن جواز سفر كورونا سيساعد في تلقي شهادات الاختبار والتطعيم والتحقق من أنها كافية لمسار المسافرين، ومشاركة شهادات الاختبار أو التطعيم مع شركات الطيران والسلطات لتسهيل السفر. مزايا جواز سفر كورونا يمكن جواز سفر كورونا وفق اتحاد النقل الجوي الدولي المسافرين من التحكم في بيانات الاعتماد الصحية التي تم التحقق منها أثناء مشاركتها مع شركات الطيران والسلطات كما هو مطلوب في عملية السفر. ويهدف تطبيق جواز السفر الرقمي إلى توفير كافة المعلومات ومتطلبات السفر الصحية المرتبطة بجميع الوجهات، وتحديد مراكز التطعيم وفحوص كورونا المعتمدة في وجهة المغادرة، والقيام بإرسال نتائج الفحوص أو شهادات التطعيم من للمختبرات إلى المسافر، ومشاركة شهادات الفحوص أو اللقاح مع الجهات الحكومية وشركات الطيران. ويتيح جواز السفر الرقمي كذلك التحقق من توافق معايير فحوص كورونا أو اللقاح مع متطلبات جهة السفر، بما يمكن المسافرين من إدارة إجراءات السفر بسهولة وأمان، وبما يسهم في تسريع عودة التعافي لقطاع الطيران العالمي. ويعتبر اتحاد النقل الجوي الدولي اتحادا تجاريا لشركات الطيران العالمية، ويمثل نحو 290 شركة طيران. السياحة في أوروبا وأصبحت السلطات الأوروبية أكثر قناعة بالحاجة إلى "جواز سفر كورونا" أو ما يطلق عليه البعض "بطاقة كورونا"، خصوصًا عندما يتوقع الاتحاد الأوروبى ومعظم الدول الغربية تلقيح 70% من السكان سيكون من الضروري للسفر مع الحفاظ على الأمان. يذكر أن المفوضية الأوروبية تدرس حاليا مقترحات لإصدار شهادات التطعيم لتيسير حركة السفر وتجنب صيف كارثي آخر لقطاع السياحة في أوروبا، إلا أنها قالت إن مثل هذه الشهادات لن تستخدم حاليا إلا للأغراض الطبية مثل مراقبة الآثار السلبية المحتملة للقاحات. ومن بين الدول الأوروبية التي أعلنت هذا الشهر، اعتزامها إصدار جواز سفر إلكتروني يظهر حالة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، الدنمارك، وذلك بهدف تيسير حركة السفر للأفراد. ووفقًا وزير المالية مورتن بويدسكوف، إنه «خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سيكون جواز سفر كورونا الرقمي جاهزا للاستخدام ربما في رحلات العمل»، وسيكون إضافيا على الهاتف الذكي وسيظهر إذا ما تم تطعيم الشخص ضد فيروس كورونا، ويمكننا أن نكون من الأوائل الذين يمتلكون هذا الجواز وأن نريه لبقية العالم». كما أعلنت أيسلندا أنه بدءا من 1 مايو المقبل ، سيتمكن أي أوروبي من زيارة بلده إذا قدم جواز سفر صحيًا يثبت أن الشخص قد تلقى بالفعل جرعتين من اللقاحات المعتمدة حتى الآن في الاتحاد الأوروبي. بالنسبة لأولئك الذين لم يتم تطعيمهم ، ستعتمد الإجراءات الجديدة على بلد المنشأ ، كما يحدد الموقع الإلكتروني للحكومة الأيسلندية. ويتم تطوير تقنية مماثلة في الولاياتالمتحدة بواسطة أسماء كبيرة مثل "مايكروسوفت" و"أوراكل"، لمنح المسافرين جوازات رقمية مشفرة، للاحتفاظ بأوراق اعتماد التطعيم الخاصة بهم. وتسببت إجراءات الإغلاق وتقييد السفر، في أزمة لقطاعات السياحة في أوروبا، ومن شأن "جواز السفر الرقمي" أن يسمح للأوروبيين بالذهاب في إجازة إلى دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، وهو طلب دعا إلى تفعيله المتخصصون في السياحة وبخاصة مع اقتراب موسم الصيف. وتمثل السياحة حوالي 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي داخل دول الاتحاد الأوروبي ويعمل بها حوالي 30 مليون شخص. يأمل وكلاء قطاع السياحة أن تكون شهادة لقاح كورونا جاهزة بحلول منتصف مايو وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) أن عدد الحجوزات في الفنادق انخفض لأكثر من النصف في العام 2020 بالمقارنة مع العام الذي سبقه، ففي دول مثل اليونان أو مالطا أو قبرص، تجاوز الانخفاض 70٪.