تمر اليوم ذكرى رحيل الدكتور سليم حسن، الذي يعد واحدًا من أعلام علماء الآثار المصريين، حيث قدم العديد من الدراسات الرائدة في مجال الآثار، سواء عن طريق مؤلفاته أو اكتشافاته المختلفة التي كان كثير منها في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، وقد لقب بعميد الأثريين المصريين. وُلد سليم حسن عام 1893م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحصل حسن على شهادة البكالوريا عام 1909م فالتحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحق بهذه المدرسة لتفوقه في علم التاريخ، وتخرَّج فيها عام 1913م. عمل من بعدها سليم مدرسًا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم عُيِّن بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ حيث كانت الوظائف فيه حِكرًا على الأجانب، وهناك تتلمذ على يد العالِم الروسي «جولنسيف». سافر سليم حسن في بعثة إلى فرنسا عام 1925م، والتحق بجامعة السوربون التي حصل منها على دبلومتين في اللغة والديانة المصريتين القديمتين، وحصَل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، ودبلوم الآثار من كلية اللوفر. كما حصل فيما بعدُ على درجة الدكتوراه في عِلم الآثار من جامعة فيينا. بدأ سليم حسن عام 1929م أعمالَ التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن هذه الأعمال مقبرة «رع ور» وهي مقبرة كبيرة وضخمة وُجد بها العديد من الآثار. واستمر حسن في أعمال التنقيب حتى عام 1939م، ليكتشف خلال تلك الفترة حوالَي مائتَي مقبرة، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملِكَين خوفو وخفرع. وقد كان حسن أول مصري يتولى منصب وكيل عام مصلحة الآثار المصرية، وقد استطاع أن يعيد للمتحف المصري مجموعةً من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع، ولكن سليم حسن رفض ذلك؛ ممَّا عرَّضه لمضايقات شديدة أدَّت إلى تركه منصبه عام 1940م. استعانت الحكومة المصرية في عام 1954م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعيَّنته رئيسًا للبعثة التي ستُحدِّد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة. كما انتخب سليم في عام 1960م عضوًا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالِم من 75 دولة. وتوفي سليم حسن في الخامسة والسبعين من عمره عام 1961م.