أعاد اكتشاف البعثة المصرية، للمدينة المفقودة بالأقصر، قصة المهندس أمنحتب ابن حابو المهندس المعماري الخاص بأمنحتب الثالث، كما أعاد للأذهان فكرة ابتكار المصريين لقالب الطوب منذ أقدم الأزمنة، وأدوات البناء القديمة التي تتواجد بالمتحف المصري. واكتشفت البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس المدينة المفقودة تحت الرمال، والتي كانت تسمى "صعود آتون"، والتي يعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث وقال الدكتور زاهي حواس، إن هذه المدينة هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عثر بالمدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع. وأكد زاهي حواس في تصريحات إعلامية، إن ما وجد في المدينة المفقودة آلاف القطع الأثرية، حيث وجد بها جدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، ويعد ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. يؤكد الأثريون أن المصريين القدامى، أول شعب في العالم ابتكر قالب الطوب للبناء لتأسيس المنازل في القرى والمدن، كما يؤكد الأثريون أن المهندس أمنحتب ابن حابو المولود في منطقة أتريب "بنها حاليا"، قام ببناء والإشراف على الكثير من منشآت الملك أمنحتب الثالث منها المعبد الجنائزي الذي بناه في غرب طيبة الذي يوجد أمامه تمثالا ممنون، حيث أشرف أمنحتب بن حابو على بنائهم أيضا. ويقول محمد سيد نور باحث في التراث والآثار ل"بوابة الأهرام"، إن المصريين عرفوا البناء منذ 6 آلاف سنة، وقد قاموا بابتكار قالب الطوب المصنوع من الخشب، لقطع الطوب من الطين، مؤكدا أن قالب الطوب القديم والمتواجد في المتحف المصري، مازال مستخدما على هيئته وصناعته القديمة في الصعيد حتى الآن، كما تتواجد أدوات البناء التي استخدمها الصانع في بناء المنازل. وأوضح نور، أن المصري القديم كان عليه أن يستخدم أدوات الطين والتبن لصناعة الحوائط، وأن يستخدم الأحجار في الأساسات، وأن يبتكر القبو، وغيرها من أساسيات البناء التي مازال معمولا بها في العالم، حيث تعج النقوش بالكثير من التفاصيل للبناء، مؤكدا أن المصري القديم كان يفضل إقامة منازل وقصوره من الطوب اللبن، مثلما موجود في قصر الملقطة، الذي بناه الملك أمنحتب الثالث، والذي كان مشرفا على أعماله البنائية المهندس أمنحتب ابن حابو. وقال المؤرخ والأثري فرنسيس أمين ل"بوابة الأهرام"، إن أمنحتب الثالث كافأ المهندس أمنحتب ابن حابو على أعماله بأن سمح له بإقامة تمثال له في معبد آمون، وهذا التمثال موجود بالمتحف المصري، مؤكدا أن المهندس أمنحتب ابن حابو قام بجلب الأحجار من الجبل الأحمر لإقامة بناء تمثالي ممنون، والذي يعتبر معجزة هندسية فى العالم. وأوضح فرنسيس أمين، أن مصر يطلق عليها بلد المهندس، حيث كان المهندس المشرف على الأعمال هو الذي يقوم بتخطيط القرى والمدن، ووضع البناء الهندسي لما ستكون عليه المدينة والقرية، مؤكدا أن أمنحتب الثالث سمح للمهندس أمنحتب بن حابو بإقامة معبد جنائزي له في طيبة الغربية ونحت قبره في الصخور بالقرب من هذا المعبد. وأوضح، أن هذا يعتبر تشريفا عظيما للمهندس أمنحتب ابن حابو، حيث تساوى بالملوك، مؤكدا أن أغلب المرويات تؤكد أن المهندس أمنحتب ابن حابو عاش لمدة 110 سنوات، حيث وصل لعمر الحكمة عند المصريين، حيث توفي في عصر أمنحتب الثالث وبعد مماته تم تقديسه وارتبط بإله الشفاء عند الأغريق.