صدر حديثًا كتاب "طه حسين .. تجديد ذكرى عميد الأدب العربي" من تأليف الكاتب الصحفي إيهاب الملاح، عن دار الرواق للنشر. يقول إيهاب الملاح، ل"بوابة الأهرام"، إن الكتاب هو نتاج عمل وقراءة وبحث لمدة تقرب من عشر سنوات. إنه بمثابة المدخل لمشروع كبير يعمل عليه منذ سنوات عن طه حسين وأثره العميق في بنية الثقافة المصرية والعربية منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن. يضيف الملاح: "طوال السنوات العشر الماضية لم أكن أفوت فرصة أو مناسبة للاحتفاء والاحتفال بذكرى طه حسين. كنت أنتهز ذكرى رحيله في 28 أكتوبر من كل عام و(15 نوفمبر ذكرى ميلاده) لإعداد موضوعات خاصة وملفات نوعية عن مناطق ومساحات لم تحظ بالاهتمام الكافي في سيرته أو مشروعه الفكري والثقافي أو الهزة العقلية والمنهجية التي أحدثها في الحياة الثقافية طيلة قرن. وكانت فرصة لمراجعة كل ما كتب عن طه حسين واكتشفت أن هناك فجوة كبيرة، تزايدت مع الوقت بين أجيال جديدة شابة متوثبة ومتطلعة للمعرفة والبحث والسؤال وبين تراثنا الفكري والنهضوي القريب وأعلامه النهضويين الكبار وعلى رأسهم طه حسين." وأكد المؤلف إن هذه كانت البداية التي تولد منها المشروع، الذي أخذ على عاتقه إعادة تقديم طه حسين إلى الأجيال الجديدة بلغة معاصرة تجتهد في أن تنأى عن الجفاف والعسر دون أن تسقط في فخ التسطيح والابتذال في عرضها لأفكار العميد وتجديد ذكراه التي يظن الملاح أننا أحوج ما نكون إليها الآن وأكثر من أي وقت مضى. ويوضح الملاح: "يأتي هذا الجهد المتواضع استجابة لدعوات العديد من الأصدقاء الأعزاء على مدار الأعوام السابقة الذين كانوا يلحُّون مشكورين في جمع ما كتبته من مواد ومقالات ودراسات عن العميد؛ نشرتها على مدى عشر سنوات أو يزيد. وفي الوقت ذاته، يأتي هذا الكتاب تلبيةً لرغبةٍ دفينة، قديمة، تجاه الرجل الذي جلب لنا شمس المعرفة ونور العلم رغم أنه عاش حياته كلها في الظلام! الرجل الذي كان يحلم بمصر «وقد أظلها العلم والمعرفة، وشملت الثقافة أهلها جميعًا، وشاعت فيها حياة جديدة، وأصبحت جنة الله في أرضه حقًّا يسكنها قوم سعداء ولكنهم لا يؤثرون أنفسهم بالسعادة وإنما يشركون غيرهم فيها، وأصبحت مصر كنانة الله في أرضه حقًّا يعتز بها أقوام أعزاء، ولكنهم لا يؤثرون أنفسهم بالعزة، وإنما يفيضون على غيرهم منها». آمل مخلصًا عندما يظهر هذا الكتاب، أن أضعه بين يدي كلِّ مَنْ سألني بصِدْق: ومن يكون طه حسين؟ وماذا قدَّم لنا ولثقافتنا المصرية والعربية؟ ولماذا نتذكره الآن؟ ونُجدِّد ذكراه؟ أتعشَّم أن يجد إجابة محتملة مقبولة في هذا الكتاب".