د. أحمد مختار وسط صراع محموم للحصول على لقاح كورونا سقطت خلاله ما تلوح به بعض دول أوروبا من بيانات حول حقوق الإنسان، انتهى فريق بحثى مصرى من المراحل الأولية لإنتاج أول لقاح مصرى خالص ضد الفيروس اللعين، أغلبية دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا لم تعرف وجوههم حمرة الخجل، وهى تجاهر بمنع شركة «أسترازينيكا» من تصدير اللقاح إلى خارج أوروبا، حتى تحصل دول الاتحاد على احتياجاتها منه. نجاح الفريق البحثى الذى واصل الليل بالنهار للوصول إلى مرحلة التجارب السريرية على اللقاح لم يكن وليد يوم وليلة، ولكنه بدأ منذ أكثر من عام وفقًا لما أوضحه الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى لبرنامج "مصر تستطيع" حول تفاصيل إنتاج اللقاح بعد نشر البحث المصرى فى أكبر المجلات العلمية فى العالم، التى أكدت فعالية وأمان اللقاح المصرى بعد إثبات فعاليته معمليًا وفى التجارب على الحيوانات ليتم البدء فى التجهيز لإنتاج عينات لبدء التجارب السريرية على الإنسان، والتى من المتوقع أن تستغرق 6 شهور، حيث منحت هيئة الدواء المصرية ترخيصًا لمصنع مصري، لإنتاج العينات المطلوبة تحت اسم كوفيكس، لتكون مصر أول دولة فى الشرق الأوسط تتوصل إلى لقاح كورونا بسواعد مصرية 100% إنتاج لقاح مصرى لا تتوقف أهميته على تدعيم قدرة الدولة على مواجهة فيروس كورونا فقط؛ لأن هذا النجاح يزيد من صلابة دوائر الأمن القومي، لأن إنتاج اللقاحات يمثل درة التاج فى منظومة الدواء العالمية، كما أنه يمثل ترجمة قوية لتطبيقات البحث العلمى وتطويعها، فيما يخدم مصلحة الوطن، ويعطى دليلًا جديدًا لقدرة المصريين على اجتياز التحديات، هو أيضًا يعطى الأمل فى إمكانية نجاح العلماء المصريين على اختراع دواء لهذا الوباء، خاصة أن هناك فرقًا بحثية أخرى تعمل على لقاحات مماثلة وأدوية فعالة للعلاج من هذا الوباء. الفريق البحثى المصرى الذى يعمل على هذا المشروع الواعد يستحق اهتمامًا خاصًا ومحفزًا، وهنا لا أتحدث عن معاملة مالية تحفيزية وهى مطلوبة فعلًا ومستحقة لهم، بل ما أقصده هو تهيئة بيئة وظروف العمل المناسبة بعيدًا عن دوائر الروتين، فالباحثون هم علماء مبدعون يحتاجون إلى معاملة خاصة تشعرهم بقيمة ما يعملون عليه، منح هيئة الدواء المصرية الترخيص لأحد المصانع المصرية لإنتاج العينات قرار صائب يكمل سلسلة التصنيع المحلي، دون الاستعانة بشركات أجنبية، ويمنحنا مرونة مطلوبة واستقلالًا محمودًا فى توزيع اللقاح بعد نجاحه فى اجتياز التجارب المطلوبة. أهمية اللقاح المصرى أيضًا أنه سوف يمثل رسالة قوية إلى الدول التى منحت نفسها أفضلية على بقية دول العالم خاصة الدول النامية والشعوب الفقيرة، رسالة مفادها أن الحق فى الحياة ليس حكرًا على فئة دون غيرها وأنه أسمى حقوق الإنسان، وليتذكر هؤلاء أن ما ينعمون به حاليًا هو نتاج عقول علماء الدول التى يمنعون عنها اللقاح حاليًا ويحاولون إزعاجها بشعارات لا يطبقونها على أنفسهم، دون حياء. وكيل الهيئة الوطنية للصحافة