أخطط من الآن للعمل فى مجال التدريب تدريب «حراس المرمى» فى مصر يفتقد للتطوير الشناوى يستحق الاحتراف فى أكبر الأندية الأوروبية.. ولكن؟ مشوار كبير مع الكرة المصرية تخطى حاجز الربع قرن، لعب خلاله لأكثر من 5 أندية أبرزها الزمالك، وعلى الرغم من أنه وصل إلى ال 44 من عمره، لكنه يرى أنه لا يزال قادرا على العطاء، ليس فقط على مستوى الأندية، بل وتمثيل منتخب بلاده من جديد فى أكبر المحافل الدولية، وأن تقدمه فى العمر ليس عائقا فى تحقيق ذلك.. محمد عبد المنصف، حارس مرمى وادى دجلة، الذى تألق مع ناديه وتعملق أمام كبار الدوري، الأهلى والزمالك، أكد فى حواره ل «الأهرام العربي» أن تألقه أمام الكبار، لم يأت من فراغ لكنه محصلة جهد وتعب، كما كشف عن أن حراسة المرمى فى مصر تعانى من قلة التطوير على مستوى التدريب، وهو ما يحتاج للتغيير للوصول للعالمية. أخيرا احتفلت بعيد ميلادك ال 44، وبرغم ذلك تقدم مستوى متميزا، فماذا بعد؟ مازلت قادرا على العطاء.. فحراسة المرمى لا تقاس بالعمر ولا يمكن أن تجبر حارسا على الاعتزال لمجرد أنه بلغ سنا معينة.. فأنا لا أنظر للعمر وأعمل على تطوير أدائى باستمرار، وأرى أننى أملك كل الخبرات التى تجعلنى أتألق بعيدا عن السن.. فلديك عصام الحضرى الذى قاد المنتخب الوطنى فى أمم إفريقيا، وهو يبلغ من العمر 45 عاما، البعض كان يطالبه بالاعتزال لكنه تألق وأثبت جدارته، وهو ما أفعله فى الوقت الراهن، وأنا مستمر حتى أشعر بأنى غير قادر على اللعب وحماية شباك النادى الذى ألعب لديه، فطموحى الشخصى هو اللعب حتى سن ال50، وهذا طموح أراه مشروعا لو نجحت فى الحفاظ على هذا المستوى الذى أظهر عليه الآن، وأحاول التعلم من الأخطاء دائما وتطوير مستواى بشكل مستمر". هل طموحك فقط هو اللعب لسن ال 50 عاما وكسر أرقام من سبقوك عالميا؟ طموحى ليس فقط هو كسر أعمار اللاعبين وتخطى العديد منهم على مستوى العمر، لكن نجاحى خلال الفترة المقبلة، والانضمام لمنتخب مصر والمشاركة معه فى كأس العالم، وهذا حق مشروع، وأتمنى نظرة من الجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى الذى أثق فى عدالته، حيث يتابع الجهاز الفنى جميع المباريات، فلا أخفى على أحد أنى أتمنى أن ألعب للمنتخب طوال وجودى فى الملعب، وتحمل مسئولية شارة الكابتن للمنتخب، فهذا حلم كبير بصرف النظر عن وجودى فى الملعب من عدمه، لأن شارة القيادة ليست فى الملعب فقط، فالكابتن "قائد" أكثر فى غرفة الملابس، وهذا الأمر رأيته بعينى فى كأس أمم إفريقيا 2006، مع الكابتن حسام حسن، وطريقة تعامله مع اللاعبين على الرغم من عدم مشاركته كأساسي، ولم يتوقف حلمى عند هذا الحد، فلدى أمل كبير فى المشاركة فى الأوليمبياد هذا الصيف، ولم أفقد الأمل فى ذلك. هل الأداء المميز الذى تقدمه الموسم الحالى بسبب خبراتك الكبيرة أم عوامل أخرى؟ الخبرات لها عامل كبير فى التعامل مع المباريات، ولكن هذا غير كاف لظهورى بهذا المستوي، فقبل الدخول فى أى مباراة أقوم بالتحضير ومشاهدة الفريق المنافس فى أكثر من مباراة له خصوصا الفرق الكبيرة، بالإضافة للعمل الجماعى داخل نادى وادى دجلة، ووجود مدرب حراس بحجم "ديمتريس"، فهو مدرب يمتلك خبرات كبيرة ومختلفة لم أرها مع أى مدرب مصرى من قبل، وبالفعل ساعدتنى هذه التكنيكات على تطوير أدائى، وظهورى بهذا المستوي، وعلى المستوى الشخصى ليس لدى سقف للطموحات مازلت أقوم بتأدية واجبى فى الملعب، وجسدياً أقوم باتباع نظام قوى للاستمرار. على ذكر "ديمتريس" الكثير فى مصر، هل تألقك، وكذلك وصول محمد الشناوى، حارس الأهلى، لمستوى عال يرجع للتعامل مع مدربين أجانب؟ بكل تأكيد، فالأمور مختلفة تماما مع المدربين الأجانب فى التكنيكات وطريقة التعامل مع الكرة، ولا أخفى عليك بأنى حاولت متابعة النادى الأهلى فى تدريباته، وبالفعل رأيت أمورا متشابهة بين ما نفعله فى وادى دجلة والنادى الأهلي، فطريقة تعامل ميشيل يانكون مع حراس الأهلى، هى نفس طريقة تعامل ديمتريس معنا، وهذا وراء سر نجاح الشناوى ووصوله لهذا المستوى الرهيب الذى أرى أنه أصبح قادرا على اللعب فى أكبر الدوريات الأوروبية، ولكن عليه أن يتدرب جيدًا فى طريقة بناء الهجمة وهذا ما ينقصه حاليًا، مثلما يفعل العديد من حراس المستوى الأول فى أوروبا. هل ترى أن حراسة المرمى فى مصر تعانى على مستوى التدريب؟ نعم ويجب العمل على تطوير وتغيير أسلوب التدريب على مستوى حراسة المرمي، لأننا نمتلك مواهب قادرة على تقديم مستويات أفضل من ذلك بكثير، فنحن المصريون نتملك القدرات التى تؤهلنا فى المنافسة على أعلى المستويات فى كرة القدم، ولكن الأمر فقط يحتاج لتغيير فى الطريقة، وبمناسبة ما حدث معى من خلال التعامل مع ديمتريس، قررت عدم ترك الملعب حتى بعد الاعتزال، لأنى فى السابق كنت مقررا عدم العمل فى الإطارات الفنية، لكن بعد ما رأيته من أداء مميز فى التدريب، رأيت أن لدى مسئولية كبيرة فى تطوير حراسة المرمى فى مصر بشكل عام والمكان الذى سأعمل من خلاله، وإن كان الزمالك الأقرب لقلبى. ما تعليقك على أنك تقدم مستوى متميزا أمام الأندية الكبرى فقط؟ الحارس المميز هو من يظهر فى المباريات الكبيرة، ولست وحدى من يتألق فى تلك المباريات، فالفريق كله يلعب بشكل متميز أمام الفرق الكبري، لأن نادى دجلة يلعب من أجل متعة كرة القدم، على عكس معظم فرق الدورى الذى تتعامل مع المباريات من منطلق تجميع النقاط وخطف هدف وتقفل الملعب بعد ذلك، فلم يحالفنا التوفيق فى المرحلة الماضية، لأننا لسنا الأهلى أو الزمالك كى نحصل على 10 فرص كل مباراة، لكن تتاح لنا فرصة أو اثنتان لكننا نهدرها بسبب سوء تركيز، نعتمد على اللعب المفتوح لأننا نلعب من أجل الفوز، ومع إهدار الفرص نستقبل أهدافا فى وقت متأخر، أثق فى قدرة لاعبى وادى دجلة على البقاء فى الدوري. قبلت التحدى مع دجلة لتكرار ما حدث فى الموسمين الماضيين، كنا الأفضل فى مباريات سابقة، لكن ضاعت نقاط مهمة. لماذا تتمسكون باللعب بهذه الطريقة على الرغم من أنها قد تتسبب فى هبوط الفريق؟ وادى دجلة فريق قادر على التعويض لما يمتلكه من مقومات كبيرة للنجاح، وهذا الموقف لم يكن الأول الذى نتعرض له، فالموسم الماضى تعرضنا لنفس الموقف ونجحنا فى العبور، لأن فى النهاية من ينتصر هو من ينجح فى تقديم الأفضل، وليس من يهرب من الهزيمة وتجميع النقاط باللعب ب10 مدافعين. هل ستستمر مع الفريق إذا هبط للدرجة الثانية؟ لم أضع الافتراضات السلبية أمام عيني، ومازلت متمسكا بالأمل، لأن التفكير السلبى هو ما يجعلنى أستسلم له أحيانًا، وبالفعل حتى الآن لم أفكر فى مستقبلى مع الفريق تحت الظروف، وكل تفكيرى فقط هو إنقاذ الفريق من الوضع الحالي. بعد أن وصلت للموسم ال25 فى بطولة الدوري، كيف تقيم مشوارك الكروي؟ أشعر بسعادة بالغة من الوصول إلى مثل هذا الرقم الصعب بالمشاركة فى 25 موسما متتاليا، متفوقا على عدد كبير من أساطير كرة القدم فى مصر، ومن بينهم حسام حسن، وحارس مرمى مصر التاريخى عصام الحضري، رحلة طويلة من التعب والتدريبات الصعبة تمر أمام عينى الآن، أتذكر أحلامى فى بدايات ممارستى لكرة القدم، ورحلتى الجميلة مع الزمالك، والبطولات الكثيرة التى حققتها مع القلعة البيضاء، أشعر بامتنان كبير لكل المدربين الذين وقفوا بجانبى، بداية من مرحلة الناشئين حتى الآن"، مازلت أحلم بتقديم الأفضل، ولدى دوافع عديدة للاستمرار فى الملاعب لأطول فترة ممكنة، ولن أعتزل اللعبة إلا حين أشعر بعدم قدرتى على تقديم إضافة للفريق الذى أحرس مرماه. ما رأيك فى الدورى هذا الموسم؟ حتى الآن ومع اقتراب انتهاء الدور الأول، أرى أنه من أصعب الدوريات، نظرًا للتنافس الكبير بين القطبين على حسم اللقب، وأن الفائز باللقب لم يحسم سوى فى آخر مباراة، ونفس الحال للفرق الهابطة، فعندما ترى فريقا بحجم الإسماعيلى يصارع للبقاء، فاعلم أن الأمور صعبة على جميع الأندية. ماذا عن خطتك المستقبلية؟ أخطط من الآن للعمل فى مجال التدريب لكن ليس فقط تدريب حراسة المرمى، أريد أن أكون مديرا فنيا لأحد فرق الدورى المصرى الممتاز، لدى خبرة كبيرة وتعاملت مع مدارس تدريبية مختلفة أغلبها أوروبي، أمتلك الدوافع الكافية لتحقيق نجاحات فى عالم التدريب تضاف إلى نجاحى فى حراسة المرمى".